على الظاهر ، وأجازوا تقدم الحال على صاحبها إذا كان مضمرا ، نحو : مسرعا جئت.
وقيل : يمنع تقدم الحال على صاحبها عندهم مطلقا.
كما منع الكوفيون تقديم الحال على صاحبها إذا كان منصوبا ، حتى لا يتوهم البدلية نحو : أتضرب زيدا راكبا ، فعندهم إذا قدمت راكبا على زيد لتوهّم بدلية زيد من راكب.
ب ـ وجوب تقدم الحال على صاحبها :
يجب أن تتقدم الحال على صاحبها إذا كان صاحبها محصورا ، فالمحصور هو الملفوظ به ثانيا بعد المحصور عليه ، فتقول : ما أجاب فاهما إلا علىّ. حيث (فاهما) حال منصوبة من (علىّ) ، وتقدمت الحال على صاحبها تقديم وجوب لما أريد حصره عليها ، فذكر بعد (إلا) الاستثنائية المسبوقة بالحرف النافى (ما).
ومثله أن تقول : ما أقبل مسرعا إلا أحمد ، ما رأيت ناضجا إلا البرتقال ، ما قرأت متمعنا إلا الفصل الخامس.
ومن طرق الحصر (إنما) ، فتقول : إنما أقبل مسرعا محمد ، وإنما أغلقت محكما الباب.
ج ـ وجوب تأخر الحال عن صاحبها :
يجب أن تتأخر الحال عن صاحبها وجوبا فى مواضع ، يراعى فيها الجانب المعنوى أو الجانب اللفظىّ ، وهى :
١ ـ أن تكون الحال محصورة :
ذلك أن المحصور يكون ثانيا بالنسبة للمحصور عليه ، ويكون ذلك من قبيل قصر الموصوف على الصفة. من ذلك قوله تعالى : (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) [الأنعام : ٤٨ ، الكهف : ٥٦]. حيث (مبشرين ومنذرين) حالان من المفعول به المنصوب (المرسلين) ، وقد حصرت الحال باستخدام النفى (ما) مع