ومثالها : أتأمل الكون مؤمنا بقدرة الله ، فـ (مؤمنا) حال منصوبة من الفاعل ضمير المتكلم المستتر فى (أتكلم) ، وتقديره (أنا) ، وتلحظ الاقتران الزمنى بين الحال والحدث (التأمل) الحادث من صاحبها.
فى قوله تعالى : (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ) [القصص : ٢١]. حيث (خائفا) والجملة الفعلية (يترقب) حالان من الفاعل الضمير المستتر فى (خرج) ، وهى حال مقارنة دون النظر إلى زمن عاملها وزمنها فى الماضى ؛ لأن النظرة تكون إلى الاقتران الزمنىّ بين الحال وعاملها مع صاحبها ، وزمن الاثنين فى الماضى ، وهما مقترنان زمنيا.
ب ـ الحال المقدرة :
وتسمى المستقبلة أو المنتظرة أو المترقّبة ، والمقصود بها الحال التى ينتظر زمنها ، أو يستقبل بالنسبة لزمن عاملها مع صاحبها ، فهى حال مترقّبة بالنسبة لعاملها ، تتضح هذه الحال فى قوله تعالى : (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) [الزمر : ٧٣]. (خالدين) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الياء. وصاحبها الفاعل واو الجماعة فى (ادخلوها) ، والعامل فعل الأمر (ادخل) ، والحال هنا مقدرة ، حيث زمنها مستقبل بالنسبة إلى زمن عاملها مع صاحبها ؛ لأن الخلود ـ وهو معنى الحال ـ يأتى بعد دخول الجنة.
ومثل ذلك فى القرآن الكريم مواضع كثيرة منها :
(قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر : ٧٢].
(وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) [إبراهيم : ٢٣].
(فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) [النحل : ٢٩].
(لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) [الفتح : ٥].