ومنه : أعجبنى وجهها مسفرة ، وقول النابغة الجعدى :
كأنّ حواميه مدبرا |
|
خضبن وإن لم تكن تخضب |
(مدبرا) حال من المضاف إليه ضمير الغائب فى (حواميه) ، وتلحظ أن المضاف بعض المضاف إليه ، حيث الحوامى جمع حامية ، وهى ما فوق الحافر.
٢ ـ أن يكون المضاف كبعض من المضاف إليه ، وذلك إذا صحّ الاستغناء عنه بالمضاف إليه ، ومنه : قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) [النحل : ١٢٣]. حيث (حنيفا) حال منصوبة من (إبراهيم) ، وهو مضاف إليه ، والملة كجزء أو كبعض من (إبراهيم) ، ولذلك يصحّ الاستغناء عنها به ، فيمكن القول : اتبع إبراهيم حنيفا. ومن النحاة من يرى أن (حنيفا) حال من (ملة) ، وهى بمعنى الدين ، فذكّر الحال لذلك (١).
ومن ذلك قوله تعالى : (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ) [الحجر : ٦٦]. (مصبحين) حال منصوبة من اسم الإشارة (هؤلاء) ، وهو مضاف إليه ، الذى يصح الاستغناء عنه به.
ومن النحاة من يرى أن (مصبحين) حال من الضمير المستكن فى مقطوع (٢).
٣ ـ أن يكون المضاف اسما عاملا فى الحال ، وذلك بأن يكون المضاف صفة مشتقة عاملة أو مصدرا ، ويكون هو العامل فى الحال ، نحو : أعجبتنى كتابتك دقيقا ، حيث (دقيقا) حال منصوبة من ضمير المخاطب المضاف إليه ، والعامل فيها المصدر المضاف.
ومنه أن تقول : سررت من قراءتك ضابطا ، أعجبنى انطلاقك منفردا. ومنه :هذا شارب السّويق ملتوتا ، حيث (ملتوتا) حال منصوبة من (السويق) ، وصاحب الحال مجرور بالإضافة إلى (شارب) ، والمضاف اسم فاعل عامل فى الحال.
__________________
(١) البحر المحيط ٦ ـ ٦١١.
(٢) البحر المحيط ٦ ـ ٤٨٩.