ـ من أمثلة السهيلى : «أتشتم زيدا وهو أمير محسنا إليك؟!». (نتائج الفكر ٣٩٧). فتكون الجملة الاسمية (وهو أمير) حالا من المفعول به (زيد) ، وتكون الصفة المشتقة (محسنا) حالا ثانية. ولو قدمت فقلت : أتشتم زيدا محسنا إليك وهو أمير. لتوهم أن الإحسان يكون فى هذه الحال ، أى : وهو أمير. ويربط بين هذا التحليل الأسلوبى وبين قوله تعالى : (وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) [البقرة : ٩١] فيجعل الجملة الاسمية (وهو الحق) حالا من المجرور فى (بما) ، كما أن (مصدقا) حال ثانية منه. والتقدير : كيف تكفرون بما وراءه ، وهو فى هذه الحال (هو الحق) ، وهو فى هذه الحال مصدق لما معهم.
ـ إذا قلت : «فيك زيد راغب» فإن شبه الجملة لا يصح أن تنصب على الحالية ؛ لأن المعنى لا يسمح بذلك ، حيث لا يصح القول : زيد فيك ، أى : لا تصلح شبه الجملة فى هذا التركيب أن تكون خبرا ، وإنما تكون متعلقة بالرغبة.
ـ فى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً) [المائدة ٣].
جملة (يبتغون) تكون عند الجمهور فى محل نصب على الحالية من الضمير فى اسم الفاعل (آمين) (١) ، وهو ناصب للبيت على المفعولية.
ولكن الكوفيين ومعهم مكى بن أبى طالب يجعلونها فى محل نصب على النعت من (آمّين) ، ولكن البصريين يردون النصب على الوصفية نظرا لأن اسم الفاعل (آمين) قد نصب (البيت) ، ولا يعمل اسم الفاعل إذا وصف.
__________________
(١) آمين : قاصدين ، والتقدير : ولا تحلوا قوما آمين البيت الحرام ، أو : لا تحلوا قتال قوم آمين.