اعتداد بسبق (إلا) مع المستثنى للمستثنى منه ، فالرتبة محفوظة مع هذا الحكم. إذا قلت : كتبت الصفحة إلا سطرين ، فإن المعنى المفهوم هو إثبات الكتابة لما قبل (إلا) وهو الصفحة ، ونفيها عما بعدها وهو (السطران). فإذا قلت : ما كتبت الصفحة إلا سطرين ، فإن المعنى المفهوم هو نفى الكتابة عما قبل (إلا) وهو الصفحة ، وإثباتها لما بعدها ، وهو (السطران). لذلك فإن المخالفة فى الحكم بين المستثنى والمستثنى منه قائمة ـ إن نفيا وإن إثباتا.
ويقسم أسلوب الاستثناء بالنسبة للمستثنى إلى قسمين :
١ ـ استثناء متصل :
وهو ما كان فيه المستثنى بعض المستثنى منه محكوما عليه بنقيض حكمه ، نحو :ما أرى من الرجال إلا واحدا ، فالواحد بعض الرجال ، أو : منهم.
والحكم الذى حكم عليه به مناقض لحكم المستثنى.
٢ ـ استثناء منقطع :
وهو ما لم يكن فيه المستثنى بعض المستثنى منه ، سواء أكان من غير جنسه ، أم كان غير داخل تحت أفراده ، أو ما فقد فيه المستثنى المخالفة فى الحكم لما قبله.
مثال الأول : أقبل الجميع إلا سيارة ، وجاء بنوك إلا ابن محمد ، فابن محمد المستثنى لا يدخل فى أبناء المخاطب.
ومثال الثانى : قوله تعالى : (لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ) [النساء : ٢٩](١). فالمستثنى منه (أموال) منتفى أكله بالباطل ، ثم يستثنى من كل ذلك التجارة فى حلال ، فيفهم من الاستثناء المنقطع المعنى : لكن تجارة عن تراض منكم جائزة ، أو : لكن كون تجارة عن تراض منكم حلالا لكم.
__________________
(١) (لا) حرف نهى جازم مبنى ، لا محل له من الإعراب. (تأكلوا) فعل مضارع مجزوم بعد لا الناهية ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أموالكم) أموال : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (بينكم) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، متعلق بالأكل ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل جر ، بالإضافة. (بالباطل) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب على الحالية. (إلا) حرف