الأولى ، أى : الاستثناء غير مفرغ ، موجب لعدم وجود نفى ، وما بعد (إلا) لا يدخل فيما قبلها معنى ، فهو منقطع.
ـ كما ينصب ما بعد (إلا) مطلقا إذا تقدم المستثنى على المستثنى منه ، ومنه القول :
ينقص إلا العلم كلّ شىء بالإنفاق. فقد تقدم المستثنى (العلم) على المستثنى منه (كلّ) ، فوجب نصب المستثنى ، والكلام تام مثبت متصل ، وهو غير مفرغ ، ومنه أن تقول : حضر إلا محمدا وعليا كلّ الطلاب ، قرأت إلا الموضوع الرابع جميع الموضوعات.
ثانيا : إذا كان الكلام تاما منفيا متصلا ، وقد تقدم المستثنى منه على المستثنى :
فإن ما بعد (إلا) يجوز فيه وجهان :
أولهما : الإتباع على البدلية ، أى : يكون المستثنى بدلا من المستثنى منه بدل بعض من كلّ ، وذلك على رأى البصريين ، أما الكوفيون فإنهم يرونه عطف نسق ، حيث إنهم يعدون (إلا) حرف عطف بمثابة (لا) النافية ، فما بعدها مخالف لما قبلها ، مثلما تؤديه (لا) من معنى ، وهو رأى راجح.
ثانيهما : النصب على الاستثناء ، وهو رأى مرجوح. مثال ذلك ، قوله تعالى :
(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ.)
[النساء : ٦٦](١) ، ففى قوله تعالى : (ما فعلوه إلا قليل منهم) قرئ (قليل) بالرفع
__________________
(١) (لو) حرف شرط غير جازم مبنى ، لا محل له من الإعراب يفيد الامتناع للامتناع. (أنا) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم (أن). (كتبنا) فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر (أن) ، والمصدر المؤول فى محل رفع ، فاعل لفعل محذوف تقديره : ثبت ... أو غيره ، وقد يعرب مبتدأ فى محل رفع خبره محذوف. (عليهم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالكتابة. (أن) إما مفسرة حرف لا محل له من الإعراب ، وإما مصدرية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (اقتلوا) فعل أمر مبنى على حذف النون ،