أولهما : أنها فى محل رفع على البدلية من الفاعل الضمير المستتر فى (يرغب) ، وأذكر بأن الكوفيين يجعلون ذلك من قبيل عطف النسق.
والآخر : أنها فى محلّ نصب على الاستثناء.
أما الجملة الفعلية التى تليها فإن فيها وجهين :
أ ـ أن تكون (من) اسما موصولا فتكون جملة (سفه) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
ب ـ أن تكون (من) نكرة موصوفة ، فتكون جملة (سفه) فى محل رفع ، صفة لها إذا احتسبنا (من) فى محل رفع على البدلية ، وتكون جملة (سفه) فى محل نصب ، صفة لمن إذا احتسبناها مستثنى.
ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) [النور : ٦]. فى رفع المستثنى (أنفسهم) وجهان ، حيث إن الاستثناء تام منفى متصل غير مفرغ :
أولهما : أنه بدل من اسم (كان) المؤخر (شهداء).
والآخر : أن يكون نعتا لشهداء ، على أن (إلا) بمعنى (غير) ، فلما كانت حرفا انتقلت العلامة الإعرابية ، وهى علامة الرفع ، إلى أنفس. ويجوز فى المستثنى ـ هنا ـ النصب على الاستثناء.
ـ كما ينصب ما بعد (إلا) مطلقا إذا تقدم المستثنى على المستثنى منه ، ومنه قول كعب بن مالك :
الناس ألب علينا فيك ليس لنا |
|
إلّا الرماح وأطراف القنا وزر (١) |
__________________
(١) (الناس) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ألب) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (علينا) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بألب. (فيك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بألب. (ليس) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (لنا) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر ليس مقدم. (إلا) حرف استثناء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الرماح) مستثنى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (الواو) حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أطراف) ـ معطوف على الرماح منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (القنا) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، منع من ظهورها التعذر. (وزر) اسم ليس مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.