ومما يرد به النحاة المخالفون لهؤلاء أنه لو جاز نصب المستثنى بفعل محذوف تقديره (أستثنى) لجاز نصب العطف على تقدير : (أعطف) ، والنفى على تقدير :
(أنفى) إلى غير ذلك.
ه ـ يرى بعض الكوفيين ـ وعلى رأسهم الفراء ـ أن العامل إنما هو (إنّ) الناصبة الاسم الرافعة الخبر ، المكسورة الهمزة. فكأن (إلا) عندهم مركبة من كلمتين : (إنّ) المشددة و (لا) النافية ، فخففت نون (إن) ، وأدغمت فى اللام فصارت (إلا) ، فنصبت فى الإيجاب على إعمال (إن) ، وعطفت فى النفى باحتساب (لا) ، فكأنها عملت عملين من جهتى تركيبها. ويرد على هذا بأنها لا تنصب دائما فى حال الإيجاب ، ومنهم من ينسب هذا القول إلى الفراء مع تخفيف (إن).
و ـ يذهب قوم حكاية عن الكسائى إلى أنّ العامل فى المستثنى إنما هو (أنّ) المفتوحة الهمزة المشددة النون ، المضمرة بعد (إلا) ، كأنك تقول : قام القوم إلا أنّ زيدا لم يقم ، ولكن هذا منتفى بأن (أن) لا تضمر ، كما أن ما بعد (إلا) لا يكون منصوبا دائما.
ز ـ يذهب رأى إلى أن المستثنى إنما نصب لتمام الكلام ، كما انتصب درهم بعد عشرين فى القول : معى عشرون درهما.
ح ـ يذهب رأى آخر إلى أن عامل النصب فى المستثنى إنما هو المخالفة ، وحكى ذلك عن الكسائى.
* * *