والرفع (١). ووجه النصب أن الفعل (تكون) ناقص ، فأضمر اسمه ، وتقديره :التجارة ، أو المداينة والمعاملة أو غير ذلك ، و (تجارة) خبره. أما وجه الرفع فعلى احتساب (تكون) فعلا تاما ، و (تجارة) فاعله.
* * *
قوله تعالى : (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (٨) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (٩) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ) [الصافات : ٨ ـ ١٠].
(من) اسم موصول مبنى فى محل رفع على البدلية من الواو فى (لا يسمعون) ، ولم يذكر الزمخشرى النصب ألبتة فى هذا الموضع ؛ لأن الاستثناء متراخ ، فإذا تراخى المستثنى عن المستثنى منه حسن الإتباع.
* * *
قوله تعالى : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) [النمل :٦٥]. فيه أوجه إعرابية :
ـ أن يكون الاسم الموصول (من) فى محل رفع على الفاعلية ليعلم ، و (الغيب) منصوب مفعول به. (الله) لفظ الجلالة بدل من الاسم الموصول الفاعل (من) مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو استثناء منقطع على لغة بنى تميم.
__________________
ـ ثبوت النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة فى محل نصب ، نعت ثان لتجارة ، ويجوز أن تجعلها فى محل نصب ، حال منها ؛ لأنها نكرة موصوفة. (بينكم) ظرف منصوب ، ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالإدارة. (فليس) الفاء : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. ليس : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. (عليكم) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر ليس مقدم. (جناح) اسم ليس مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ألا) أن : حرف مصدرى ونصب مبنى ، لا محل له. لا : حرف نفى مبنى. (تكتبوها) فعل مضارع منصوب ، وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل ، وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والمصدر المؤول فى محل نصب بنزع الخافض ، والتقدير : فى ألا تكتبوها. وأرى أن المصدر المؤول (أن تكون تجارة) فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة المقرونة بالفاء(فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) ، والجملة المستثناة فى محل نصب. وحسن اقتران الخبر بالفاء لأن الكون معنى عام.
(١) ينظر : الكشف عن وجوه القراءات ١ ـ ٣٢١ ، ٣٢٢ ، ٣٨٦ / الدر المصون ١ ـ ٦٨٣.