ومثل ذلك قوله تعالى : (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) [الكهف ٦٨].
وقوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق : ١٢]. وقوله تعالى :(يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) [طه : ١١٠].
التحول من نائب الفاعل :
قد تكون موقعية التمييز فى جملته الأصلية التى تحول عنها نائب فاعل ، كأن يقال : ضرب زيد ظهرا وبطنا ، حيث انتصب (ظهرا وبطنا) على التمييز ، وأصله :ضرب ظهر زيد وبطنه ، فتحول (ظهر وبطن) من موقعية النائب عن الفاعل إلى موقعية التمييز ، وللنحاة آراء أخرى فى سبب نصب (ظهر وبطن) فى هذا التركيب.
ومثله أن يقال : فجّرت الأرض عيونا ، واستحسنت مصر هواء ، واستعذب البرتقال شرابا ، ...
التحول من المفعولية :
قد يكون التمييز المنصوب محولا من موقعية المفعولية. أى : يصحّ وقوعه مفعولا به فى الجملة التى انتصب فيها ، كما فى قوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) [القمر : ١٢] ، حيث انتصب (عيونا) على التمييز ، وأصله : وفجرنا عيون الأرض.
ومن ذلك : غرست الأرض شجرا ، وحفرت الدار بئرا.
وبين النحاة فى هذا القسم خلاف بين التمييز والبدلية والنصب على إسقاط الخافض ، لكنّ التمييز أرجح ، حيث إن العلاقة بين التفجير وبين مفعوله (الأرض) علاقة تحتمل جهات دلالية متعددة ، فتتحدد إحدى هذه الجهات ويزول إبهامها ، بالتمييز المنصوب المحول من المفعولية.
ومنه أن تقول : أتريد أن تهيننى خلقا؟. فإن التأليف يزيد الأجزاء الحسنة حسنا. ومنه : ما أحسن محمدا أدبا ، وما أكرمه يدا ، وما أجمل الربيع هواء.