وكذلك : ما أحسن الحليم رجلا ، أكرم بأبى بكر ضيفا. لكنك إذا قلت : ما أحسن الحليم عقلا ، فإنه يكون محولا من المفعولية ؛ لأنه يصحّ القول : ما أحسن عقل الحليم. وكذلك : ما أفضلها مقالة ، وما أعقله رأيا ، وأفصح بها كلمة ، وما أبلغه مقالا.
أما الأساليب : يا لك ليلا ، وياله رجلا ، ويالها قصة ، فهو من سبل تمييز الضمير ، فيكون من أنواع تمييز الذات. وقد تجعله من تمييز النسبة ، حيث تمييز النسبة القائمة بين معنى التعجب والمتعجب منه.
ومن أنواع تمييز النسبة ما يذكر فى أساليب التعجب مع ذكر المتعجب منه ، كأن يقال : ما لزيد فارسا ، محمد لله درّه فارسا ، يا لمحمود رجلا. وكذلك : ويل محمود رجلا ، وويحه رجلا. وكذلك : كفى بعلىّ رجلا ، وحسبك به شهيدا وناصرا. وكذلك : حبذا سعيد رجلا ...
ملحوظة :
يقسم النحاة تمييز النسبة المحوّل أو المنقول إلى قسمين :
أولهما : تمييز نسبة متحول أو منقول ، كما ذكر فى التحول من الفاعلية والمفعولية وأمثالهما.
والآخر : تمييز نسبة غير منقول أو غير متحول ، وهذا القسم يقسمونه إلى اثنين :
أ ـ المشبه بالمنقول : ومنه : امتلأ الإناء ماء ، ونعم رجلا زيد ، حيث (امتلأ) مطاوع (ملأ) ، فكأنك قلت : ملأ الماء الإناء ، فصار الماء تمييزا منصوبا بعد أن كان فاعلا ، وقد ذكرنا أن مثل هذا من قبيل المتحول أو المنقول عن الفاعلية ، وإذا قدرنا فعل المطاوعة بمعناه فإنه يكون غير متحول ، وكذلك التقدير فى المثل الثانى : نعم الرجل زيد ، وأرى أنه لا يصح أن يتحول (زيد) من موقع الفاعلية إلا عند من يعربونه بدلا أو عطف بيان من الرجل ، فأسلوب المدح والذم لهما طبيعة خاصة من التركيب ، وذلك بذكر اسم عام يتضمن المخصوص.