ب ـ غير المشبه بالمنقول أو المتحول : ومنه : حبذا رجلا زيد ، حيث (ذا) فاعل (حب) ، و (رجلا) تمييز لذا ، و (زيد) المخصوص. وأرى أن هذا التركيب لا يختلف عن القول السابق : نعم رجلا زيد ، فكلا الفعلين له فاعله الذى ميّز بالنكرة المنصوبة.
تراكيب تختلف بين نوعى التمييز :
تمييز ضمير الغائب يختلف بين كونه تمييزا للذات وكونه تمييزا للنسبة ، وهذا الأمر يتوقّف على مدلول الضمير بين الإبهام وعدم إبهامه ، ذلك على النحو الآتى (١) :
أ ـ إن كان ضمير الغائب مبهما لا يعرف المقصود منه ، حيث لم يذكر مرجعه فإنه يكون تمييزا للذات ، ذلك نحو : يا له رجلا ، يا لها قصة ، وقول على ـ كرم الله وجهه : «يا له مراما ما أبعده». وكذلك القول : ويحه رجلا ، ويله رجلا ، ما أحسنها مقالة ، لله دره رجلا جاءنى ، ويحه رجلا لقيته ويل أمه بشرا ، والقول :
كفى به عالما ، حسبك به رجلا ، وقول ذى الرمة :
ويلمّها روحة والريح معصفة |
|
والغيث مرتجز والليل مقترب (٢) |
تلحظ أن ضمير الغائب فى الأمثلة السابقة لم يذكر ما يعود عليه ، فكأن التمييز قد ذكر بغرض تفسيره عوضا من عدم ذكر مفسّره.
ولقد ذكر ابن الحاجب فى هذا الموضع تمييز ضمير المخاطب ، من مثل : يا لك ليلا. وأرى أن ضمير المخاطب فيه ما يدلّ على مرجعه ، وهو المخاطب الموجه إليه الكلام ، فضمير المخاطب يدلّ على الحضور.
ب ـ فإن كان ضمير الغائب غير مبهم بأن عرف المقصود من الضمير برجوعه إلى سابق عليه ، نحو : زارنى محمد فياله رجلا ، ولله دره فارسا ، جالست عليا فويحه
__________________
(١) ينظر : الإستراباذى على الكافية ١ ـ ٢١٨.
(٢) (ويل) مصدر منصوب نائب مناب فعله المحذوف وجوبا. (مها) أى : أمها : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (روحة) تمييز منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (والريح معصفة) الواو : للحال أو للابتداء حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. الريح : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. معصفة : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة فى محل نصب حال. (والغيث مرتجز) جملة اسمية فى محل نصب بالعطف على ما قبلها ، وكذلك الجملة الاسمية (والليل مقترب).