حيث (باقيا) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة ، وصاحب الحال النكرة (عيش) وهو نائب فاعل ، وهو نكرة سبقت بحرف الاستفهام (هل) ، فقرّب الاستفهام النكرة من المعرفة ، لأنه جعلها تعنى الاستغراق والشمول.
ه ـ أن تكون جملة الحال مصدرة بالواو :
يذكر بعض النحاة أن جملة الحال إذا كانت مصدرة بواو الابتداء أو واو الحال فإنّ صاحبها يجوز أن يكون نكرة ، ويقيد النحاة الحاجة إلى ذلك فى الإيجاب لا النفى ، ذلك لأن النفى مسوغ لمجىء الحال من النكرة ، لكنه لا مانع من وجود مسوغين فى الجملة الواحدة.
يمثل لذلك بقوله تعالى : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها)(١).
[البقرة ٢٥٩]. حيث الجملة الاسمية (هى خاوية) المكونة من المبتدإ (هى) ، والخبر (خاوية) ، جملة فى محل نصب على الحالية ، وصاحب الحال (قرية) ، وهو نكرة ، ذلك لأن جملة الحال مصدرة بواو الحال أو الابتداء.
__________________
(١) فى قوله تعالى : (وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) عدة أوجه إعرابية :
أحدها : ما ذكر فى أعلى الصفحة.
ثانيها : أنها فى موضع جر ، نعت لقرية ، والواو لإلصاق الصفة بالموصوف ، أو لشبهها بالجملة الحالية.
و (على عروشها) متعلقة بخاوية.
ثالثها : (على عروشها) بدل من (على قرية) فى محل نصب ، وتكون جملة (وهى خاوية) اعتراضية ، أو حالية. والتقدير : على قرية على عروشها.
رابعها : (على عروشها) صفة لقرية ، والتقدير : على قرية ساقطة على عروشها.
خامسها : أن تكون جملة (وهى خاوية) حالا من العروش ، أو حالا من المضاف إليه : فى عروشها ، والأخير ضعيف مع جوازه. ينظر : الإملاء ١ ـ ١٠٩ / الدر المصون ١ ـ ٦٢٢.
سادسها : أن تكون حالا من فاعل (مر).