ويجعلون (ما) فى هذا الموضع زائدة ؛ لأنها لا تحقق فاعلا ذا جزأين ، أو طرفين ، يحققان دلالة شتان ، لكن الثنائية تبدو فى يومين (يومى ، ويوم حيان).
ويذكر أن الزمخشرى قد قيد الافتراق بكونه فى المعانى والأحوال ، ويمثلون لذلك بالعلم والجهل والصحة والسّقم ، ولا تستعمل فى غير ذلك ، فلا يقال : شتّان الخصمان عن مجلس الحكم ، ولا شتان المتبايعان عن مجلس العقد ، بمعنى افترقا (١).
هيهات : (بفتح فسكون ففتح طويل فتح) : بمعنى : بعد. وفيها تثليث التاء بدون تنوين ، وبالتنوين ، وفيها : هيها (بحذف التاء). وهيهات (بسكون التاء) ، وهيهان ، وأيهات (بالفتح ، وبتنوين الفتح ، وبالكسر) ، وأيها ، وأيهاك ، (وفيها لغات أخرى (٢) ، تصل إلى ست وثلاثين.
حيث يذكرون لغات ستا منها ، هى : هيهات ، أيهات ، هيهان ، وأيهان ، وهيهاه ، وأيهاه ، وكلّ منها مضمومة الآخر ومفتوحته ومكسورته وكل واحدة منها منونة وغير منونة (٣).
ومنه قول جرير :
هيهات منزلنا بنعف سويقة |
|
كانت مباركة من الأيام (٤) |
وفيه رواية : أيهات (٥).
وقوله تعالى : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) [المؤمنون ٣٦].
(هيهات) اسم فعل ماض مبنى ، لا محلّ له من الإعراب ، (هيهات) الثانية توكيد لفظى. وفاعل (هيهات) :
__________________
(١) ينظر : شرح التصريح ٢ ـ ١٩٦.
(٢) شرح المفصل لابن يعيش ٤ ـ ٦٧ / التسهيل ٢١١.
(٣) ينظر : الأشمونى على الصبان ٣ ـ ١٩٩.
(٤) ينظر : الكتاب ٤ ـ ٢٠٦ / الخصائص ٣ ـ ٤٣ / شرح المفصل لابن يعيش ٤ ـ ٦٧ / الدر المصون ٥ ـ ١٨٤. نعف سويقة : موضع.
(٥) شرح المفصل لابن يعيش ٤ ـ ٣٦.