وقيل : إنه ليس منقولا عن شىء ، بل هو مرتجل ؛ لأنه وأخواته لمّا كانت كالأعلام على الأفعال ، وكان المرتجل منها هو الغالب ، كان حمله عليها أولى (١).
ومنه قول مالك بن خالد الهذلى ، أو للمعطل :
رويد عليا جدّ ما ثدى أمّهم |
|
إلينا ولكن بغضهم متماين (٢) |
حيث (عليا) مفعول به لاسم الفعل (رويد).
يذكر سيبويه : «وسمعنا من العرب من يقول : لو أردت الدراهم لأعطيتك رويد ما الشعر ، كقول القائل : لو أردت الدراهم لأعطيتك فدع الشعر» (٣) ، حيث (ما) زائدة ، و (الشعر) مفعول به لرويد ، (وهو) اسم فعل ، بدليل بنائه على الفتح.
قد تدخله كاف الخطاب ، وتتوافق مع المخاطب نوعا وعددا ، فتقول : رويدك ، يا محمد ، بفتح الكاف ، رويدك يا فاطمة. بكسر الكاف ، رويدكما ، رويدكم ، رويدكن.
ويختلف النحاة فيما بينهم فى هذه الكاف ، حيث يذهب بعضهم إلى أنها فى محل رفع ، وآخرون يذهبون إلى أنها فى محلّ نصب ، ويذهب سيبويه إلى أنها حروف للدلالة على تخصيص المخاطب (٤) أو المأمور. وهذا الرأى هو الأرجح ؛ لأن اسم الفعل بمثابة الفعل وبمنزلته ، والفعل لا تصحّ إضافته ؛ لأنه نكرة لا يفارقه التنكير (٥).
فإذا عطفت على فاعل (رويد) ذكرت الضمير الفاصل أو المؤكد ، فتقول : رويدكم أنتم وعبد الله ، رويدك أنت وصديقك.
__________________
(١) شرح ألفية ابن معطى ٢ ـ ١٠١٦.
(٢) الكتاب ١ ـ ٢٤٣ المقتصد فى شرح الإيضاح ١ ـ ٥٧٠ شرح ابن يعيش ٤ ـ ٤٠.
عليا : قبيلة ، جدّ : قطع ، الثدى : كناية عن القرابة.
(٣) الكتاب ١ ـ ٢٤٣.
(٤) الكتاب ١ ـ ٢٤٤ ، ٢٤٥.
(٥) المقتصد فى شرح الإيضاح ١ ـ ٥٧١.