وقد ذكرنا لذلك من قبل : طهرا اسم مصدر للفعل (تطهّر). ومنه :أعطيت عطاء. والمصدر القياسى (إعطاء).
اغتسلت غسلا. والمصدر (اغتسالا).
كلّمته كلاما. والمصدر (تكليما).
أثبته ثوابا. والمصدر (إثابة).
تزكّيت زكاة. والمصدر (تزكية).
فأسماء المصادر هذه إنما هى مصادر لغير الأفعال التى يجب أن تستخدم فى التركيب الذى تذكر فيه لأداء الدلالة المقصودة ، وقامت بهذه الوظيفة الدلالية ـ اجتماعيا واصطلاحيا ـ ؛ لذا فإنها تساوت مع المصدر ـ فيما ذكر سابقا ـ من الأداء المعنوى ، والشياع ، وقبول أداة التعريف ، والإضافة ، والوقوع موقع الفعل أو ما يوصل به الفعل ، على الرغم من خلوه لفظا أو تقديرا دون عوض من بعض ما فى الفعل (١).
هذا القسم من أسماء المصادر جاء عاملا عمل الفعل.
ومنه قول القطامى يمدح زفر بن الحارث الكلابى :
أكفرا بعد ردّ الموت عنّى |
|
وبعد عطائك المائة الرّتاعا (٢) |
(عطاء) اسم مصدر لإعطاء ؛ لأن الفعل هو (أعطى). وهو مضاف إلى فاعله (كاف المخاطب). (المائة) مفعول به منصوب باسم المصدر. و (الرتاع) صفة للمائة منصوبة ، والمصدر مضاف إلى الظرف (بعد).
__________________
(١) شرح التسهيل ٣ ـ ١٢٢.
(٢) التبصرة والتذكرة ١ ـ ٢٤٤ / الخصائص ٢ ـ ٢٢١ / شرح ابن يعيش ١ ـ ٢٠. ٣ ـ ١٢٣ / شرح ابن الناظم ٤١٩ / شرح ابن عقيل ٣ ـ ٩٩ / شرح الشذور ٤١٢ / أوضح المسالك رقم ٣٦٧ / شرح التصريح ٢ ـ ٦٤ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٢٨٨. الرتاع : الراتعة من الإبل.
(الهمزة) حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب ، يفيد الاستنكار. (كفرا) مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف ، والتقدير : أأكفر كفرا.