وشذ من ذلك :
أخصر : إذ إنه من اختصر.
ويذكر أنه قد سمع : هو أعطاهم للدراهم ، وأولاهم للمعروف ؛ من : أعطى ، وأولى.
كما سمع استعمال : هذا المكان أقفر من غيره ، من : أقفر.
وسمع : أحنك الشاتين والبعيرين ، أى : آكلهما ، وآبل الناس ، أى : أرعاهم للإبل.
هذا المكان أشجر من هذا ، فلان أضيع من غيره ، وهم يرون أن هذه ممّا لا فعل له ، لكن ابن مالك يرى أنها من فعل ، فهى من : أحنك ، آبل ، أشجر ، أضاع. كما يرى أنه لا شذوذ فيها ؛ «لأن أفعل عندهم يساوى : فعل ، وفعل ، وفعل.
ـ بفتح العين ، وكسرها ، وضمها ـ فى بناء أفعل التفضيل» (١).
ويذكر ابن مالك (٢) فى هذا الشذوذ قول عمر ـ رضى الله عنه : «إن أهمّ أموركم عندى الصلاة ، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه ، ومن ضيّعها فهو لما سواها أضيع».
وكان بعضهم يجيز بناء اسم التفضيل من (أفعل) مطلقا. ولا يجعلون فيه شذوذا ، استنادا إلى أن هذا مذهب سيبويه ، حيث إن أفعل عنده يساوى فعل وفعل فى بناء اسم التفضيل ، وكذا أفعل التعجب (٣).
٣ ـ أن يكون فعله متصرفا ، فلا يأتى من فعل جامد ، نحو : عسى ، نعم ، بئس ، ليس ، حبّ ، هب ، تعلّم.
ولا يأتى من مثل : يذر ، ويدع ... لأنهما ناقصا التصرف.
__________________
(١) شرح التسهيل ٣ ـ ٥١.
(٢) الموضع السابق.
(٣) ينظر : الكتاب ١ ـ ٧٣ / شرح التسهيل ٣ ـ ٤٧ ، ٥١ / المساعد ٢ ـ ١٦٣ ، ١٦٦.