الجملة الفعلية المحولة (تكاد تميز) فى محل نصب على الحالية من الفاعل المستتر فى (تفور) ، والرابط الضمير المستتر فى (تكاد) ، ولم تذكر الواو رابطا.
أما قول الشاعر :
علّقتها عرضا وأقتل قومها |
|
زعما لعمر أبيك ليس بمزعم |
فإن فيه جملة : (وأقتل قومها) فعلية فعلها مضارع ، وبها ضميران يعودان على نائب الفاعل (تاء الفاعل) والمفعول به الثانى (ضمير الغائبة) فى (علّقتها) فى الجملة السابقة عليها ، ومعناها يصلح للحالية من أحد الاسمين (نائب الفاعل ، والمفعول به الثانى) فى الجملة (علقتها) ، إلا أن تصدرها بالواو قبل الفعل المضارع المثبت يجعل النحاة يخرجونها على عدة أوجه :
ـ منهم من يرى أن الجملة فى محلّ نصب على الحالية ، والواو ضرورة.
ـ ومنهم من يرى أن الواو للعطف ، والجملة معطوفة على سابقتها ، والفعل المضارع يؤول بالماضى ، فيكون التقدير : وقتلت قومها.
ـ ومنهم من يرى أن الواو واو الحال ، وجملة الحال اسمية محذوفة المبتدإ ، والتقدير : وأنا أقتل ...
ملحوظة :
لا يمتنع ذكر الواو رابطا بين جملة الحال وصاحبها إذا كانت اسمية ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) [الحجر : ٤].
الجملة الاسمية (لها كتاب) فى محل نصب على الحالية من (قرية) ، والرابط ضمير الغائبة فى (لها) ، وكذلك واو الحال فى صدر الجملة ، وقد سبقت جملة الحال بأداة الاستثناء (إلا).
ويجدر القول بأنه يكثر ربط الجملة الاسمية الحالية بصاحبها بواسطة الرابط الواو ، وبعضهم يرى أن ترك الواو حينئذ يعدّ شذوذا ، لكنه لا يستطيع أن يتجاوز القول بالجواز فى هذا الموضع (١) ، ويذكر الفراء أنه لو لم يكن فيه الواو كان صوابا (٢).
__________________
(١) ينظر : الكشاف ١ ـ ٥١١ / الدر المصون ٦ ـ ٢١.
(٢) معانى القرآن : ٢ ـ ٨٣.