كما رمز صلىاللهعليهوسلم بقوله : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» (١) إلى الإتيان بالشهادتين وغيرهما مما هو من لوازمهما.
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن ، فإنّ [الطاء] (٢) جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها ؛ وهي الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق [والإصمات] (٢). والسّين مهموس رخو مستفل صفير منفتح ، فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها ، كالسين والهاء ؛ فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف.
وتأمل السورة التي اجتمعت على الحروف المفردة : كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف ؛ فمن ذلك : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق : ١) فإن السورة مبنية على الكلمات القافيّة : من ذكر القرآن ، ومن ذكر الخلق ، وتكرار القول ومراجعته مرارا ، والقرب من ابن آدم ، وتلقّي الملكين ، وقول العتيد ، وذكر الرقيب ، وذكر السابق ، والقرين ، والإلقاء في جهنم ، والتقدم بالوعد ، وذكر المتقين ، (٣) [وذكر القلب ، والقرن] (٣) ، والتنقيب في البلاد ، وذكر القتل مرتين ، وتشقق الأرض ، وإلقاء الرواسي فيها ، وبسوق النخل ، والرزق ، وذكر القوم ، وخوف الوعيد ، وغير ذلك.
وسرّ آخر وهو أن (٤) كلّ معاني (٤) السورة مناسب لما في حرف القاف من الشدة والجهر والقلقلة والانفتاح.
__________________
(١) حديث متفق عليه من رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب ، ومن رواية عمر بن الخطاب ، وانفرد مسلم بروايته عن أبي هريرة رضياللهعنهم ، أما رواية ابن عمر فأخرجها البخاري في الصحيح ١ / ٧٥ كتاب الإيمان (٢) ، باب قوله تعالى (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ...) (١٧) الحديث (٢٥) ، وأخرجها مسلم في الصحيح ١ / ٥٣ كتاب الإيمان (١) ، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله محمد رسول الله (٨) الحديث (٣٦ / ٢٢) ، وأما رواية عمر بن الخطاب رضياللهعنه فأخرجها البخاري في الصحيح ١٣ / ٣٣٩ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة (٩٦) ، باب قوله تعالى (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) (٢٨) ، في ترجمة الباب. وأخرجه مسلم في الصحيح ١ / ٥١ كتاب الإيمان (١) ، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا... (٨) الحديث (٣٢ / ٢٠). وأما رواية أبي هريرة رضياللهعنه فأخرجها مسلم في الصحيح ١ / ٥٢ ، كتاب الإيمان (١) ، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا... (٨) ، الحديث (٣٣ / ٢٢) و (٣٤ / ٢٢) و (٣٥ / ٢٢).
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) ساقط من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة : (معاني كل).