وقال الماورديّ : «هذا القول خطأ ، لأنه صلىاللهعليهوسلم أشار إلى جواز القراءة بكلّ واحد من الحروف وإبدال حرف بحرف ، وقد أجمع المسلمون على تحريم إبدال آية أمثال بآية أحكام».
وقال البيهقيّ في «المدخل (١)» : وقد روي (٢) هذا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال : هذا مرسل جيد ، وأبو سلمة لم يدرك ابن مسعود ، ثم ساقه بإسقاط ابن مسعود ، ثم قال : فإن صحّ هذا بمعنى قوله : «سبعة أحرف» أي سبعة أوجه ، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول [٣٠ / أ] القرآن على سبعة أحرف ؛ ولكن المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها ، وهذا المراد به الأنواع التي نزل (٣) القرآن عليها.
والرابع : أن المراد سبع لغات لسبع قبائل من العرب ؛ وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه ؛ هذا ما لم يسمع قط ، أي نزل على سبع لغات متفرقة في القرآن ، فبعضه نزل بلغة قريش ، (٤) [وبعضه بلغة هذيل ، وبعضه بلغة تميم ، وبعضه بلغة أزد وربيعة] (٤) ، وبعضه [بلغة] (٤) هوازن وسعد بن بكر ، وكذلك سائر اللغات ؛ ومعانيها في هذا كلّه واحدة. وإلى هذا ذهب أبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد بن يحيى ثعلب (٥) ؛ وحكاه ابن دريد عن أبي حاتم السجستانيّ (٦) ، وحكاه بعضهم عن القاضي أبي بكر.
وقال الأزهري (٧) في «التهذيب» : «إنه المختار ، واحتج بقول عثمان حين أمرهم بكتب
__________________
(١) لم نجد قوله في القسم المطبوع من الكتاب.
(٢) في المخطوطة «ذكر».
(٣) في المخطوطة «نزلت».
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٥) هو الإمام النحوي أحمد بن يحيى بن يسار أبو العباس المعروف ب ثعلب «لازم ابن الأعرابي ، وروى عنه محمد بن العباس اليزيدي ، كان ثقة متقنا ، من تصانيفه «المصون في النحو» ذكره الداني في طبقات القراء. توفي سنة ٢٩١ ه (السيوطي ، بغية الوعاة ١ / ٣٩٦).
(٦) هو سهل بن محمد بن عثمان ، أبو حاتم السجستاني النحوي البصري روى عن الأصمعي وأبي عبيدة معمر بن المثنى ، وروى عنه أبو داود والنسائي وأبو العباس المبرد وغيرهم. ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال : «وهو الذي صنّف القراءات». توفي سنة ٢٥٥ ه (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٥٨).
(٧) هو محمد بن أحمد الأزهر بن طلحة أبو منصور الشافعي المذهب أخذ عن أبي محمد عبد الله بن عبد الوهاب البغوي عن الربيع بن سليمان عن الشافعي ، من تصانيفه «التهذيب في اللغة» توفي سنة ٣٧٠ ه (ياقوت ، معجم الأدباء ١٧ / ١٦٤). وكتاب «التهذيب» طبع بتحقيق عبد السلام هارون ونشرته الدار المصرية للتأليف ـ