وانفتح ما قبلها فجاءت آية. وقال الكسائي : أصلها «آيية» على وزن «فاعلة» ، حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابّة.
وأما في الاصطلاح [٣٩ / ب] فقال الجعبريّ (١) في كتاب «المفرد في معرفة العدد» (٢) : «حدّ الآية قرآن مركب من جمل ولو تقديرا ، ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة ؛ وأصلها العلامة ، ومنه : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ) (البقرة : ٢٤٨) لأنها علامة للفضل والصدق ، أو الجماعة ، لأنها جماعة كلمة».
وقال غيره : الآية طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها وما بعدها ، ليس بينها شبه بما سواها.
وقيل : هي الواحدة من المعدودات في السّور ، سميت به (٣) لأنها علامة على صدق من أتى بها ، وعلى عجز المتحدّى بها.
وقيل : لأنها علامة انقطاع ما قبلها من الكلام وانقطاعها (٤) عمّا بعدها. قال الواحديّ (٥) : «وبعض أصحابنا يجوّز على هذا القول تسمية أقلّ من الآية آية ؛ لو لا أن التوقيف ورد بما هي عليه الآن».
وقال ابن المنيّر (٦) في «البحر» : ليس في القرآن كلمة واحدة آية إلا (مُدْهامَّتانِ)» (الرحمن : ٦٤).
وقال بعضهم : الصحيح أنها إنما تعلم بتوقيف من الشارع ، (٧) لا مجال للقياس (٧) فيه كمعرفة السورة ، فالآية طائفة حروف من القرآن ، علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن ، وعن الكلام الذي قبلها في آخر القرآن ، وعن الكلام الذي قبلها
__________________
(١) هو إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الجعبري تقدمت ترجمته ص ١٤٩. وأما كتابه ذكره الوادي آشي في البرنامج باسم حديقة الزهر في عدد آي السور» ، وذكره بروكلمان باسم «عقد الدرر في عدّ آي السور» مخطوط بالتيمورية رقم (٥٧١) ، معهد المخطوطات رقم (٤٧) تفسير ، ومكتبة الفاتيكان ١٤٧٥ (٢).
(٢) في المخطوطة (المدد).
(٣) في المخطوطة : (آية).
(٤) في المخطوطة : (وانقطاعه).
(٥) هو علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري تقدم ذكره ص ١٠٥.
(٦) هو القاضي ناصر الدين أبو العباس أحمد بن محمد تقدم الكلام عنه وعن كتابه ص ١٧٦.
(٧) عبارة المخطوطة (لاتحاد القياس).