أقاضيك» (١) وفي سورة السجدة : (مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (الآية : ٢٨) يعني متى هذا القضاء ، وقوله : (وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) (سبأ : ٢٦) ، وقوله : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) (الفتح : ١) (٢) [أي قضاء مبينا] (٢).
وقال أيضا : ما كنت أدري ما (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (الأنعام : ١٤) حتى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما ؛ أنا فطرتها ؛ يعني ابتدأتها (٣).
وجاءه رجل من هذيل ، فقال له ابن عباس : «ما فعل فلان؟ قال : مات وترك أربعة من الولد وثلاثة من الوراء ، فقال ابن عباس : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) (هود : ٧١) قال : ولد الولد» (٤).
ومسائل نافع له عن مواضع من القرآن واستشهاد ابن عباس [٤٣ / ب] في كل جواب بيت ذكرها [ابن] الأنباريّ في كتاب «الوقف والابتداء» (٥) بإسناده ، وقال : «فيه دلالة على بطلان قول من أنكر على النحويين احتجاجهم على القرآن بالشعر ، وأنّهم جعلوا الشّعر أصلا للقرآن ، وليس كذلك ، وإنما أراد النحويون أن يثبتوا (٦) الحرف الغريب من القرآن بالشعر ؛ لأنّ الله تعالى قال : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) (يوسف : ٢) ، وقال تعالى : (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء : ١٩٥) ، وقال ابن عباس : «الشعر ديوان العرب ، فإذا خفي عليهم الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغتهم رجعوا إلى ديوانهم ، فالتمسوا معرفة ذلك» (٧).
ثم إن كان ما تضمّنه ألفاظها يوجب العمل دون العلم كفي فيه الاستشهاد بالبيت والبيتين ، وإن كان ما يوجب العلم لم يكف (٨) ذلك ، بل لا بد من أن يستفيض ذلك اللفظ ، وتكثر شواهده من الشعر.
__________________
(١) الأثر أخرجه ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء ١ / ٧٠ ، الحديث (١٠٨). وانظر الدر المنثور ٣ / ١٠٣.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة ، وانظر الدرّ المنثور ٣ / ١٠٣.
(٣) تقدم تخريج الحديث ص ٣٨٦ ح.
(٤) أخرجه ابن الأنباري في الإيضاح ١ / ٧٣ ، الحديث (١١١) ، وانظر الدر المنثور ٣ / ٣٤١.
(٥) انظر الإيضاح في الوقف والابتداء ١ / ٧٦ ـ ٩٩.
(٦) في الإيضاح (يتبيّنوا).
(٧) الإيضاح ١ / ٩٩ ـ ١٠١.
(٨) تصحّفت في المخطوطة إلى : (يكن).