و (١) كتاب المنتجب الهمذاني (١) وكتاب الزمخشريّ (٢) ، وابن عطية (٣) ، وتلاهم الشيخ أبو حيان (٤).
قالوا (٥) : والإعراب يبين المعنى ؛ وهو الذي يميّز المعاني ، ويوقف على أغراض المتكلمين ؛ بدليل قولك : ما أحسن زيدا ، ولا تأكل السمك وتشرب اللبن ، وكذلك فرّقوا بالحركات وغيرها بين المعاني ، فقالوا : «مفتح» للآلة التي يفتح بها ، و «مفتح» لموضع الفتح ، و «مقصّ» للآلة ، و «مقصّ» للموضع الذي يكون فيه القصّ. ويقولون : امرأة «طاهر» من الحيض ؛ لأن الرجل يشاركها في الطهارة.
وعلى الناظر في كتاب الله ، الكاشف عن أسراره ، النظر في هيئة الكلمة وصيغتها ومحلّها ، ككونها مبتدأ أو خبرا ، أو فاعلة أو مفعولة ، أو في مبادئ الكلام أو في جواب ، إلى غير ذلك من تعريف أو تنكير ، أو جمع قلّة أو كثرة ، إلى غير ذلك.
ويجب عليه مراعاة أمور :
أحدها ـ وهو أول واجب عليه ـ [أن يفهم] (٦) معنى ما يريد أن يعربه مفردا كان أو مركبا قبل الإعراب ؛ فإنه فرع المعنى ؛ ولهذا لا يجوز إعراب فواتح السور إذا قلنا بأنها من المتشابه الذي استأثره الله بعلمه ؛ ولهذا قالوا في توجيه النصب في (كَلالَةً) (٧) في قوله تعالى : (وَإِنْ
__________________
القاهرة مصطفى البابي الحلبي ١٣٨١ ه / ١٩٦١ م وطبع باسم «التبيان في إعراب القرآن» بتحقيق علي محمد البجاوي بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة ١٣٩٦ ه / ١٩٧٦ م ، وطبع بتحقيق محمد نجيب قباوة بجامعة دمشق كرسالة دكتوراه عام ١٤٠٤ ه / ١٩٨٤ م. (أخبار التراث العربي ١٦ / ٩) ، وطبع مؤخرا بدار الكتب العلمية في بيروت عام ١٤٠٣ ه / ١٩٨٣ م.
(١) هو المنتجب بن أبي العز بن رشيد ، أبو يوسف الهمذاني ، كان رأسا في القراءات والعربية صالحا متواضعا صوفيا ، قرأ على أبي الجود بمصر وسمع بدمشق أبا اليمن الكندي ، وقرأ عليه وشرح الشاطبية وأعرب القرآن ، ت ٦٤٣ ه (ابن الجزري ، غاية النهاية ٢ / ٣١١) ، وكتابه «الفريد في إعراب القرآن المجيد» مخطوط في مدينة مغنيسة بتركيا رقم ٦٨١. وفي تشستربتي : ١ / ٣٣٩٥ و ٢ / ٣٧٧٥. وفي التيمورية : ٢٤٧ ، وفي الأزهر : ٢١٢ (٣٣٠٠) ٢١٣ (٣٢٠٨) ، ٢١٤ (١٣٥٨) ، (٢٧٦) عروسي ٤٢١٥٤ ، وفي أحمد الثالث ٣١١١٧ ، ومنه مصورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة : ١٦٠ عن نسخة أحمد الثالث (معجم مصنّفات القرآن ١ / ١٨٩).
(٢) ذكره ياقوت في معجم الأدباء ١٩ / ١٣٤ ، باسم «نكت الإعراب في غريب الإعراب» وضمّن كثيرا من مسائل إعراب القرآن في تفسيره المشهور «الكشاف».
(٣) تقدم الكلام عنه وعن كتابه «المحرر الوجيز» في ١ / ١٠١.
(٤) تقدمت ترجمته في ١ / ١٣٠ ، وكتابه مخطوط بالاسكوريال ٢ / ١٢٦٢ باسم «إعراب القرآن» (بروكلمان sII ٥٣١ ـ ٦٣١ (كما ضمن كثيرا من إعراب القرآن في تفسيره المشهور «البحر المحيط».
(٥) في المخطوطة (قال).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) إتحاف فضلاء البشر : ١٨٧.