[بقوله] (١) : (ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ) ؛ فإنّ ذلك يبين أنّه ردّ لقول الكفار : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) (الحجر : ٦). وقال الداني (٢) : إنه وقف تام.
وكذا الوقف على قوله : (وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) (هود : ١١٩) والابتداء بما بعده (٣) ؛ أي لأن يرحمهم ، فإن ابن عباس قال في تفسير الآية : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود : ١١٩) يعني اليهود والنصارى (إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) (هود : ١١٩) ، يعني أهل الإسلام ، (وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) (هود : ١١٩) أي لرحمته خلقهم (٤).
وكذلك الوقف على قوله : (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) (يوسف : ٢٩) [والابتداء بقوله :] (٥) (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) [فإنّ بذلك] (٥) يتبيّن الفصل بين الأمرين ؛ لأن يوسف عليهالسلام أمر بالإعراض ؛ وهو الصفح عن جهل من جهل قدره ، وأراد ضرّه ، والمرأة أمرت بالاستغفار لذنبها لأنها همّت بما يجب الاستغفار منه ؛ ولذلك أمرت به ؛ ولم يهم بذلك يوسف عليهالسلام ، ولذلك لم يؤمر بالاستغفار منه ؛ وإنّما همّ بدفعها عن نفسه [لأنه صلىاللهعليهوسلم] (٦) لعصمته ؛ ولذلك أكّد أيضا بعض العلماء الوقف على قوله تعالى : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ) ، (يوسف : ٢٤) ، والابتداء بقوله : (وَهَمَّ بِها) وذلك للفصل بين الخبرين. وقد قال الداني (٧) : إنه كاف ، وقيل : تام ، وذكر بعضهم أنه على حذف مضاف ، أي همّ بدفعها ، وعلى هذا فالوقف على (هَمَّتْ بِهِ) كالوقف على قوله تعالى : (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) (الحج : ٥) ، والابتداء بقوله : [٥٢ / ب](وَهَمَّ بِها) كالابتداء بقوله : (وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ).
ومثله الوقف مراعاة للتنزيه على قوله : (وَهُوَ اللهُ) (الأنعام : ٣) ، وقد ذكر صاحب «المكتفي» (٨) أنه تام ، وذلك ظاهر على قول ابن عباس أنه على التقديم والتأخير ، والمعنى : وهو الله يعلم سرّكم وجهركم في السموات والأرض.
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) هو أبو عمرو عثمان بن سعيد تقدم ذكره في ١ / ١٤٩ ، ولم نجد قوله في كتابه المكتفي.
(٣) وتتمة الآية بعدها (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ).
(٤) تفسير الطبري ١٢ / ٨٦ ، والدر المنثور ٣ / ٣٥٦.
(٥) ساقط من المخطوطة.
(٦) ساقط من المطبوعة.
(٧) هو عثمان بن سعيد تقدم في ١ / ١٤٩ ، وانظر قوله في كتابه المكتفي ص ٣٢٥ الآية ٢٤ / من سورة يوسف.
(٨) هو الإمام أبو عمرو الداني وقد ورد اسم كتابه في المطبوعة باسم «الاكتفاء» ومنه نسخة بهذا الاسم بدار الكتب المصرية ـ تيمور : ٤١٧ ، وانظر قوله في المكتفي ص ٢٤٧.