وكذلك حكى الزمخشريّ في «كشافه القديم» عن أبي حاتم (١) السجستاني في قوله : (مُسْتَهْزِؤُنَ* اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) (البقرة : ١٤ و ١٥) قال : ليس (مُسْتَهْزِؤُنَ) بوقف صالح ، لا أحبّ استئناف (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) ، ولا استئناف (وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) (آل عمران : ٥٤) حتى أصله بما قبله ، قال : وإنما لم يستحبّ ذلك لأنّه إنما جاز إسناد الاستهزاء والمكر إلى الله تعالى على معنى الجزاء عليهما. وذلك على سبيل المجاز (٢) ، فإذا استأنفت وقطعت الثاني من الأول أوهم أنك تسنده إلى الله [تعالى] مطلقا والحكم في صفاته سبحانه أن تصان عن الوهم.
وكذلك قوله تعالى : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ) (آل عمران : ٧) قال صاحب «المكتفي (٣)» : «إنه تامّ على قول من زعم أن الراسخين لم يعلموا تأويله ، وقول الأكثرين ، ويصدّقه قراءة عبد الله (٤) : «ويقول الرّاسخون في العلم آمنّا به».
وكذلك الوقف [على] (٥) : (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) (البقرة : ١١٦) ، والابتداء بقوله : (سُبْحانَهُ) وقد ذكر ابن نافع أنه تام ، في كتابه الذي تعقّب فيه على صاحب «المكتفي» (٦) ، واستدرك عليه [فيه] (٥) مواقف كثيرة ، وذلك أن الله أخبر عنهم بقولهم : (اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) ، ثم ردّ قولهم ونزّه نفسه بقوله : (سُبْحانَهُ) ، فينبغي أن يفصل بين القولين.
ومثله الوقف على قوله تعالى : (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ) (محمّد : ٢٥) ، والابتداء بقوله : (وَأُمْلِي) (٧) [لَهُمْ. قال صاحب «المكتفي» (٨) : (سَوَّلَ لَهُمْ) كاف ، سواء قرئ
__________________
(١) نقل قوله ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء ١ / ٤٩٨ ، والنحاس في القطع والائتناف : ١٢٠ ، والداني في المكتفي : ١٦٠ ضمن سورة البقرة الآية ١٤ / ١٥.
(٢) تصحفت في المطبوعة إلى (المزاوجة).
(٣) الداني ، المكتفي ١٩٥ ضمن سورة آل عمران الآية ٧.
(٤) هي قراءة عبد الله بن عباس انظر القطع والائتناف ص ٢١٢ وذكرها الداني بإسناده لابن عباس في المكتفي : ١٩٥ ، وقرأ بها ابن مسعود وعائشة أيضا.
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) في المطبوعة (الاكتفاء).
(٧) ساقط من المخطوطة.
(٨) تصحف الاسم في المطبوعة إلى (الكافي) وانظر المكتفي للداني ص : ٥٢٥ ، وقراءة (وَأُمْلِي لَهُمْ) ذكرها البنا الدمياطي في «إتحاف فضلاء البشر» ص ٣٩٤ سورة محمد صلىاللهعليهوسلم فقال : (واختلف في (وَأُمْلِي لَهُمْ) فأبو عمرو بضم الهمزة وكسر اللام ، وفتح الياء مبنية للمفعول ونائب الفاعل لهم).