وخلص بعد ذلك لذكر الدافع له على تأليف كتابه ؛ وهو أنه لم يجد فيما كتبه السابقون كتابا جامعا لعلوم القرآن ، ثم استعرض عناوين الأنواع التي ضمنها في كتابه.
ثم عقد فصلا لعلم التفسير ـ قبل الخوض في أنواع الكتاب ـ عرّف به وبمبادئه وذكر التأليف فيه بأنواعه ، وبيان الحاجة إليه وأهميته.
ثم عقد فصلا آخر لبيان علوم القرآن وعددها وأنواعها وساق أقوال العلماء في ذلك ، ثم شرع بعد ذلك بمقصوده من الكتاب فذكر أنواع علوم القرآن وبدأ بالنوع الأول منها وهو معرفة أسباب النزول ، وختم بالنوع السابع والأربعين وهو في الكلام على المفردات من الأدوات.
وقد وفّق الزركشي في جمع معظم علوم القرآن في كتابه وفي تقسيمه لأنواع الكتاب ، وفي عرض كل فن منها عرضا علميّا ، وتفاوتت الأنواع عنده ، من حيث التوسع في العرض والاختصار ، تفاوتا كبيرا ، إذ بلغ النوع السادس والأربعون ، وهو في أساليب القرآن وفنونه البلاغية (٧٧٩) صفحة ، بينما بلغ النوع السادس والعشرون ، وهو في معرفة فضائله (٢) صفحتان فقط! وتتفاوت الأنواع عنده بين هذين الرقمين ، وقد حاولنا وضع جدول يبيّن عدد صفحات كل نوع ، يعطي القارئ فكرة واضحة عن تقسيم الزركشي للأنواع داخل الكتاب.