قال الحرالّي (١) في جزء سماه : «مفتاح الباب المقفل ، لفهم القرآن (٢) المنزل» (٣) : «لله [تعالى] مواهب ، جعلها أصولا للمكاسب ، فمن وهبه عقلا يسّر عليه السبيل ، ومن ركّب فيه خرقا نقص ضبطه من التحصيل ، ومن أيّده بتقوى الاستناد (٤) إليه في جميع أموره علّمه وفهّمه». قال : «وأكمل العلماء من وهبه الله [تعالى] فهما في كلامه ، ووعيا عن كتابه ، وتبصرة في الفرقان (٥) ، وإحاطة بما شاء من علوم القرآن ، ففيه تمام شهود ما كتب (٦) الله لمخلوقاته من ذكره الحكيم ؛ بما يزيل بكريم عنايته من خطإ (٧) اللاعبين ؛ إذ فيه كلّ العلوم.
وقال الشافعيّ رضياللهعنه : «جميع ما تقوله الأمة شرح للسنّة ، وجميع السنّة شرح للقرآن ، وجميع القرآن شرح أسماء الله الحسنى ، وصفاته العليا (٨) ـ زاد غيره : وجميع الأسماء الحسنى شرح لاسمه الأعظم ـ وكما أنّه أفضل من كل كلام سواه ، فعلومه أفضل من كلّ علم عداه ؛ قال تعالى : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى) (الرعد : ١٩) وقال تعالى : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (البقرة : ٢٦٩) [و] (٩) قال مجاهد (١٠) : الفهم والإصابة في القرآن. وقال : [وقال مقاتل] (١١) : يعني علم القرآن.
__________________
(١) هو علي بن أحمد بن الحسن التجيبي ، أبو الحسن الحرالّي ، نسبة إلى حرالّة ، بفتح الحاء والراء المهملتين.
وبعد الألف لام مشدّدة مكسورة ـ قرية من أعمال مرسية في جزيرة الأندلس. ولد بمراكش ، له تفسير فيه عجائب ، أخذ العربية عن ابن خروف ، مال إلى النظريات وعلم الكلام ، وله تأليف في المنطق ، وشرح الأسماء الحسنى ، توفي في حماة عام ٦٣٧ ه (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٣٨٦).
(٢) في المطبوعة : (الكتاب).
(٣) ذكره البغدادي في إيضاح المكنون ٢ / ٥٢٣ باسم «مفتاح الباب المقفل على فهم القرآن المنزل» ، يوجد منه نسخة خطية في المكتبة الوطنية بباريس رقم (١٣٩٨) (١) وله شرح باسم «عروة المفتاح» يوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (١) (١) ، ١٨٠ (بروكلمان ، تاريخ الأدب العربي بالألمانية ١ / ٤١٤).
(٤) في المخطوطة : (الإسناد).
(٥) غير واضحة في المخطوطة.
(٦) في المخطوطة : (كتبه).
(٧) في المخطوطة : (عطا).
(٨) في المخطوطة : (العلى).
(٩) زيادة من المخطوطة.
(١٠) هو مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي التابعي المقرئ المفسّر ، روى عن كثير من كبار الصحابة كما حدّث عنه الكثير من الرواة. وله تفسير مطبوع ، قال قتادة : أعلم من بقي بالتفسير مجاهد. توفي بمكة سنة ١٠٤ ه. (الداودي ، طبقات المفسرين ٢ / ٣٠٥).
(١١) عبارة : (وقال مقاتل) ساقطة من المخطوطة. ومقاتل هو ابن سليمان بن كثير الأزدي الخراساني ، أبو الحسن