فأخذ ذلك الرزق فأنفقه على نفسه وعلى عياله ، ثم أخرجهم قد ضحاهم بالشمس حتى يقدم بهم عشية عرفة الى الموقف فيقيل ، ألم تر فرجا تكون هناك فيها خلل وليس فيها أحد؟ فقلت : بلى جعلت فداك. فقال : يجيء بهم قد ضحاهم حتى يشعب بهم تلك الفرج ، فيقول الله (تبارك وتعالى لا شريك له) : عبدي رزقته من رزقي فأخذ ذلك الرزق فأنفقه فضحى به نفسه وعياله ثم جاء بهم حتى شعب بهم هذه الفرجة التماس مغفرتي ، اغفر له ذنبه ، واكفه ما أهمه. وارزقه. الحديث».
قال في الوافي (١) بعد ذكر الخبر : «قد ضحاهم بالشمس» اي ابرزهم لحرها ، والضحى بالضم والقصر : الشمس. قوله : «ألم تر» جملة معترضة والتقدير فيقيل بهم حتى يشعب بهم تلك الفرج. والفرجة بالضم : الثلمة في الحائط ونحوه. والخلل : منفرج ما بين الشيئين. والشعب : الرتق والجمع والإصلاح ، يعني : عمر تلك المواضع بعبادته وعبادة أهل بيته وملأها بهم وسدها» انتهى.
ومنها : الوقوف بميسرة الجبل بعرفة ، فإنه الأفضل وان أجزأ الوقوف بأي موضع منها.
فروى في الكافي في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليهالسلام) (٢) قال : «قف في ميسرة الجبل ، فان رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وقف بعرفات في ميسرة الجبل ، فلما وقف جعل الناس
__________________
(١) باب (فضل الحج والعمرة وثوابهما).
(٢) الفروع ج ٤ ص ٤٦٣ والوسائل الباب ١١ من إحرام الحج والوقوف بعرفة.