طالب من الحبشة يوم فتح خيبر ، فبُشر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بقدومه ، وبفتح خيبر ، فقال : «ما أدري بأيِّهما أنا أفرح : بفتح خيبر ، أم بقدوم جعفر» ، واستقبله ، وقبِّل ما بين عينيه (١). وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد الفراغ من دفن فاطمة بنت أسد ـ حيث نزل في قبرها ، ونام في لحدها ـ : «جزاك الله من أم خيراً ، فلقد كنت خير أم» (٢).
أما الإمام علي عليهالسلام فقد اختصه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من بيت أبي طالب ، فتكفله منذ صباه ، وربّاه في حجره ، وتعاهده برعايته ، وأدَّبه بفاضل خلقه ، وقد قابل ذلك الإحسان ، وتلك الرعاية بالمؤازرة ، والمواساة ، ووجد عنده أعلام النبوة ، فكان أول من آمن به ، وأخذ عنه علوم الدين ، وما جاء به الوحي ، وكان أخص الناس به ، يقيه بنفسه ، ويبذل مهجته في نصرته ، قال عليهالسلام : «فجزت قريش عنّي الجوازي ، فقد قطعوا رحمي ، وسلبوني سلطان ابن أمي» ، قال الشيخ محمد عبده في شرحه لنهج البلاغة في شرح قوله ابن أمي : «يريد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ربَّت رسول الله في حجرها ، فقال النبي في شأنها : فاطمة أمي بعد أمي (٣)».
وقال ابن أبي الحديد : (وابن أمه : هو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنَّهما ابنا فاطمة بنت عمرو بن عمران بن عائذ بن مخزوم ، أم عبد الله ، وأبي طالب ، ولم يقل : ابن أبي ، لأن غير أبي طالب من الأعمام يشركه في النسب إلى عبد المطلب (٤)).
وإذا كان انتماء المؤمنين للعقيدة الإسلامية يقتضي الأخوة بينهم لقوله تعالى :
__________________
(١) ذخائر العقبى ٢١٤ ، المستدرك ٢ / ٦٢٤ ، المعجم الكبير ٢ / ١٠٨.
(٢) ذخائر العقبى ٥٦ ، ينابيع المودة ٢ / ١٤٣.
(٣) نهج البلاغة ٣ / ٦١.
(٤) شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٤٨.