لا يستوي المؤمن والفاسق
«وأنت الكاظم للغيظ ، والعافي عن الناس ، والله يحب المحسنين ، وأنت الصابر في البأساء ، والضرّاء ، وحين البأس ، وأنت القاسم بالسوية ، والعادل في الرعية ، والعالم بحدود الله من جميع البرية ، والله تعالى أخبر عمّا أولاك من فضله بقوله : * (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(١)» :
اللغة : كظم الرجل غيظه : إذا اجترعه ، كظم ، يكظم ، كظماً : رده ، وحبسه ، فهو رجل كظيم (٢).
البأساء : من البأس ، أو البؤس ، والضراء : من الضر ، وقيل : البأساء : القحط ، والجوع ، والضرّاء : المرض ، ونقصان الأنفس (٣) والبأس : الشدة في الحرب (٤).
تتضمن هذه الفقرة من الزيارة وما بعدها جملة من صفات المؤمنين ، وهذه الصفات تصلح أن تكون معياراً ومقياساً لمدى إيمان الإنسان ، حيث تتعلق بالنزعات الفطرية التي لا يمكن التحلل منها إلّا بقوة الإيمان ، فالإنسان بطبعه ـ مؤمناً كان أو غير مؤمن ـ يميل إلى الإنتقام ممن يغيظه ، ويعتدي عليه ، ويميل إلى
__________________
(١) السجدة ٣٢ : ١٨ ـ ١٩.
(٢) لسان العرب.
(٣) مجمع البحرين.
(٤) الصحاح.