وفاء بعهد الله
(وأشهد أنّك وفيت بعهد الله تعالى ، وأن الله تعالى موف لك بعهده (وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّـهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (١)) :
كل من يعتنق الدين الإسلامي الحنيف ، مقراً بأن لا إله إلّا الله ، وأنَّ محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم رسول الله ، فقد ألزم نفسه بعهد مع الله عزوجل يلتزم بموجبه بتطبيق الشريعة الغرّاء ، والعمل بأحكامها ، والانتهاء عمّا نهت عنه.
وكل عهد يلزم الإنسان به نفسه ، فهو ملزم بالوفاء به عقلاً وشرعاً ، والمؤمن لا يتخلف عن الوفاء بالعهد مهما كلفه الوفاء من ثمن ، فإذا كان العهد مع الله عزوجل فإنه يضحي بنفسه وفاءً له.
وسيرة الإمام علي عليهالسلام فيها أروع أمثلة الوفاء بعهود الله تعالى ، تتجلى في تضحياته ، والتزامه التام بأحكام الشريعة ، وجهاده المتواصل حتى نيل الشهادة ، وفاءً لبيعته التي أداها للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في مقتبل عمره الشريف.
وفي قبال ما يقوم به المؤمن من الوفاء بعهد الله تعالى من الإطاعة لأحكام شريعته ، بتنفيذ أوامرها ، واجتناب نواهيها ، جعل الله تعالى الجزاء في الآخرة الذي أعده من لطفه للمؤمنين من الفوز بالجنة ، والتمتع بنعيمها الدائم الذي وصفته ووعدت به آيات الذكر الحكيم ، والسنة النبوية الشريفة ، والله سبحانه أهل الجود والوفاء.
ومن البديهي أنَّ الإنسان كلما أكثر التزود من الطاعة كان جزاؤه عند الله عزوجل
__________________
(١) الفتح ٤٨ : ١٠.