القاعدون عن الجهاد :
وهم أصناف :
الأول : الذين يقعدون عن الجهاد اكتفاءاً بغيرهم ، وذلك عندما يكون الجهاد فرض كفاية ، وقد تقدَّم عدد من المجاهدين يكفي لأداء واجب الجهاد المقدس ، ولا حاجة للمزيد من المجاهدين ، فيسقط فرض الجهاد عنهم ، وهم غير مأثومين ؛ لسقوط الجهاد عنهم ، وعدم الحاجة إليهم.
الثاني : الذين يقعدون عن الجهاد لعذر شرعي من عاهة أو مرض ، أو غير ذلك من الأعذار اليت تعيق الإنسان ، وتمنعه عن الجهاد ، وهؤلاء غير مأثومين ؛ لأنَّ التكليف ساقط عنهم لعدم تمكنهم من الجهاد.
ويستطيع هذان الصنفان أن يشتركا في الجهاد بتقديم الدعم المعنوي أو المادي للمجاهدين ، والعمل على تقوية الجبهة الداخلية لإسناد المجاهدين ، فيتحقق لهم الأجر بذلك.
الثالث : الذين يقعدون عن الجهاد والجيش في حاجة ماسة إليهم ، بدون أي مبرر ، هرباً من القتال ، وإخلاداً للدعة والراحة حتى لو كان البلد في حالة نفير عام ، متعللين بأسباب كاذبة ، وهؤلاء مأثومون لتأخرهم عن الجهاد ، ولتركهم الواجب العيني.
والآية الكريمة تعقد مفاضلة بين المجاهدين والقاعدين الذين يكتفون بغيرهم ، لأنَّهم يشكلون قوة إحتياطية لجيش الإسلام ، يلتحقون به إذا اقتضت الضرورة ، كما يقدمون الدعم للجيش ، يدل على ذلك ما تضمنته الآية الكريمة : (لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً