حجة الله البالغة
(وحجته البالغة على عباده) :
اللغة : الحجة البرهان ، وقد سميت برهاناً : لبيانها ، وضوحها ، وهي البينة التي تقطع كلَّ عذر لقوَّتها ووضوحها (١).
من المتفق عليه عند أهل القبلة أنَّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حجة الله تعالى على العباد في كلِّ ما يصدر عنه : من قول ، أو فعل ، أو تقرير ، وهم مسؤولون عن تطبيق ما يصدر عنه أمام الله عزوجل ، وقد التزم الشيعة اقتداءً بأهل البيت عليهمالسلام بذلك ، واعتبروا ما صدر عنه سنة أخذوا أحكام دينهم منها ، واستفادوا من القرائن والظروف في تمييز كلٍّ من الواجب ، والمستحب ، والمباح من الأوامر ، والأفعال ، والتقريرات ، وتمييز كل من المحرَّم ، والمكروه من النواهي.
وهذا الإلتزام نتيجة حتمية للإعتقاد بعصمته صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنَّه لا يصدر عنه ـ بمقتضاها ـ إلّا ما يطابق الشريعة ، وقد قال الله تعالى عنه : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ)(٢) ، فكلّ ما يصدر عنه هو تشريع ، يجب على المكلفين الأخذ به ، وهم مسؤولون عنه يوم القيامة ، يعذبون إنْ قصَّروا ، ويثابون إن امتثلوا ، فهو حجة الله تعالى عليهم.
وللوصي المرتضى عليهالسلام بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نفس الدور ، لأنَّه وصيُّه ، ووارث علمه ، والذي يقوم مقامه بالتبليغ ، فيؤدي عنه ، ويبيِّن لهم ما اختلفوا فيه من بعده ، وهو
__________________
(١) راجع لسان العرب ، الصحاح ، مجمع البحرين.
(٢) النجم ٥٣ : ٣ ـ ٤.