أحد من أمتك ، إلّا صليت عليه عشراً ، ولا يسلّم عليك إلّا سلّمت عليه عشراً؟» (١).
خاتم النبيين :
إنَّ الله عزوجل أرسل الأنبياء لهداية البشر إلى طاعته وعبادته ، وزوَّد كلَّ نبي بالدلائل والمعجزات ، ليثبت صحة دعواه ، وكلُّ الأنبياء مهَّدوا للنبوة الخاتمة لنبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبشَّروا بها ، وقد دخل التحريف على الديانات السابقة للإسلام ، وشوِّهت معالمها ، أمّا رسالة الإسلام الخالدة فقد حفظت من التشويه والتحريف بالقرآن الكريم الذي (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)(٢) ، وقد تعهد الباري عزوجل بحفظه حيث يقول : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(٣) فبقيت الرسالة كما أنزلها الله تعالى ، وستبقى مدى الدهر ، لأنَّها مزوَّدة بما يضمن بقاءَها : بمعجزتها الخالدة ، ولشمولها على ما يصلح شتى نواحي الحياة ، ومعالجتها بأفضل وجه ، ولمواكبتها سنن التطور والرقي ، وقد نص الذكر الحكيم على كونه خاتم النبيين في قوله تعالى : (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)(٤) ، كما أكده الحديث النبوي الشريف في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا نبيَّ بعدي» ، فهو خاتَم الأنبياء ، وخاتِمهم.
__________________
(١) سنن الدارمي ٢ / ٣١٧ ، السنن الكبرى للنسائي ١ / ٣٨٠ ـ ٣٨٤ ، مسند أحمد ٤ / ٣٠ ، المصنف لابن أبي شيبة ٢ / ٣٩٨ ، ٧ / ٤٤٢.
(٢) فصلت : ٤٢.
(٣) الحجر : ٩.
(٤) الأحزاب : ٤٠.