تجارة مع الله تعالى
(وأشهد أنَّك وعمَّك وأخاك الذين تاجرتم الله بنفوسكم فأنزل الله فيكم : إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّـهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(١) :
حمزة سيد الشهداء :
المقصود بالعم ـ هنا ـ حمزة بن عبد المطلب بن هاشم عليهالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أسد الله ورسوله ، وسيد الشهداء ، وهو بطل من خيرة أبطال الإسلام ، أبلى بلاءً حسناً في نصرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجاهد بين يديه بصلابة ، وصدق ، وإخلاص ، وتفان في الله.
ومن مواقفه الجهادية أنَّه كان يتناوب حراسة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مكة مع الإمام علي عليهالسلام ، وهو الذي ضرب أبا جهل عند البيت على رأسه بالقوس ، فشج رأسه انتصاراً للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لما بلغه من أذى أبي جهل له ، وأعلن إسلامه في تلك الحادثة مبالغاً في تحديه لجبابرة الشرك ، غير مكترث بهم ، وهو يعلم بأنَّه وترهم بعمله هذا.
وكان عليهالسلام بعد الهجرة في طليعة المجاهدين ، وقد انتدبه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر مع
__________________
(١) التوبة ٩ : ١١١ ـ ١١٢.