من مظاهر إيمان الإمام علي عليهالسلام
«وأشهد أنَّك لم تزل للهوى مخالفاً ، وللتقى محالفاً ، وعلى كظم الغيظ قادراً ، وعن الناس عافياً غافراً ، وإذا عصي الله ساخطاً ، وإذا أطيع راضياً ، وبما عهد إليك عاملاً ، راعياً لما استحفظت ، حافظاً لما استودعت ، مبلغاً ما حمِّلت ، منتظراً ما وُعِدْت» :
اللغة: كظم الرجل غيضه إذا اجترعه. كظمه ، يكظمه ، كظماً : رده ، وحبسه ، فهو رجل كظيم ، والغيظ مكظوم ، وفي التنزيل العزيز : (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ): فسره ثعلب ، فقال : الحابسين الغيظ ، لا يجازون عليه (١).
مخالفته الهوى :
يتحرج المؤمن في جميع تصرفاته ، ويراقب نفسه ، ويحاسبها ، فلا يتصرف أيَّ تصرف إلّا بعد معرفة موقف الشرع منه ، فإن كان مما يحبذه الشرع ، أو يبيحه ، أقدم عليه ، وإن كان مما ينهى عنه الشرع تركه ، وابتعد عنه ، سواء وافق ذلك هواه أو خالفه.
ومن تتبع سيرة الإمام علي عليهالسلام ، وتأملها ، وجد فيها أروع الأمثلة في مخالفة الهوى ، فقد مرَّ بأحداث وأزمات كثيرة ، وضعته أمام تجارب قاسية ، وامتحان صعب ، ولكنه خرج منها بدينه ، إذ لم يفارق هدي الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، صمد
__________________
(١) لسان العرب.