وأضل كل من تابعه على هذا النهج.
وأمّا تركه الحق فواضح لما صح وتواتر من الحديث النبوي الشريف الذي يدل على كونه مع الحق ، من ذلك قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «علي مع الحق ، والحق مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض». وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطبة الغدير : «وأدر الحق معه حيث دار» ، وغير خفى أنَّ هذين الحديثين يفيدان كونه مع الحق في جميع تصرفاته ، وفي كل أحواله ، وحديث الثقلين الذي نص على عدم افتراق العترة عن الكتاب حتى يردا الحوض ، وأنَّ التمسك بهما عصمة من الضلال يدل على أنَّ سيد العترة مع الحق ، إذ لو فارق الحق ، لافترق عن الكتاب العزيز الذي (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)، وانتفت بذلك عصمته من الضلال ، وكذلك حديث : «علي مع القرآن والقرآن مع علي» يدل على ما دل عليه حديث الثقلين (١).
بعد أن بيّن الإمام الهادي عليهالسلام أنَّ جده المرتضى عليهالسلام هو الصراط المستقيم ، وأنّ اتباع غيره ضلال ، وأنّ من عاداه مفارق للحق ، عقب ذلك بالإقرار والتسليم ، وإعلان السمع والطاعة ، ثم انتقل إلى الإبتهال والتضرع ، سائلاً العلي القدير أن يثبته على هذه العقيدة ، طالباً منه المزيد من الهداية ، كي لا يزيغ قلبه ، فتميل به الأهواء عن الصراط المستقيم ، الذي اُمر باتباعه ، وأن يرزقه أداء الشكر لهذه النعمة التي أسداها إليه بهدايته إلى طريق الصواب ، وهو الصراط المستقيم.
__________________
(١) ما تضمنته هذه الفقرة من أحاديث ذكرت مصادرها في مختلف مواضيع هذا الكتاب.