وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : «ما سألت الله تبارك وتعالى شيئاً إلّا سألت لك مثله ، ولا سألت الله شيئاً إلّا أعطانيه ، غير أنَّه قيل لي لا نبي بعدك» (١). وفي قوله : (لا نبي بعدك) دلالة على أنَّ المراد من الدعاء الولاية.
وبديهي أنَّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يفصح في جميع أقواله عن أمر الله تعالى لأنَّه (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ)(٢) ، فكل ما بلّغه للأمة في الإمام علي عليهالسلام هو ممّا أنعم به الله عزوجل ، وتكرَّم به عليه من الفضائل ، وقد بلّغه وأظهره للأمة بأمر منه تعالى ، وكل ذلك إعلاء لشأن الإمام علي عليهالسلام ببيان فضائله ، وما وهبه الله عزوجل له من كرامة.
التبليغ :
وهذا التبليغ ينطوي على إعلان برهانه ، فكل أحاديث الفضائل هي براهين لتفضيله على غيره من الأمة ، وإذا ثبت أنَّه أفضل الأمة فهو الأحق بالولاية ، والذي يتعين أن يكون الخليفة للرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ممّا لا يدع مجالاً لحجج يعتذر بها معتذر ، بعد وضوح البراهين التي قدَّمتها تلك النصوص.
والفرق واضح بين الفااسقين والمنافقين : فالفاسقون يجهرون بمخالفتهم الشريعة ، وخروجهم عن طريق الحق ، أمّا المنافقون فإنَّهم يتظاهرون بالإيمان ، ويبطنون الكفر ، وهم أشد خطراً على الدين وأهله ، وكلا الصنفين من أشد أعداء
__________________
= ١ / ٢٥٨.
(١) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣١٠ السنة لعمرو بن عاصم ٥٨٢ ، كنز العمال ١١ / ٦٢٥ ، معجم الزوائد ٩ / ١١٠ ، المعجم الأوسط ٨ / ٤٧ ، المناقب ١١٠.
(٢) النجم ٥٣ : ٣ ـ ٤.