سيد المرسلين :
والنبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم هو سيد المرسلين ، ولا خلاف في ذلك ، وقد شاركهم في جميع خصائصهموفضائلهم ، وزاد عليهم ، وتحمل الأذى في سبيل الله عزوجل من أجل إبلاغ رسالته أكثر ممّا تحمله أيّ نبي ، ولم يقتصر الأذى عليه في حياته ، بل تعداء إلى ذريته ، وأهل بيته عليهمالسلام من بعده.
وقد ورد في الحديث النبوي الشريف النص على أنّه سيد المرسلين : روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم حديث في الإسراء قال فيه : «وأعطت ثلاثاً : إنَّك سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين ، وقائد الغر المحجلين» (١) وفي حديث جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا سيد المرسلين ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين ولا فخر ، وأول شافع ومشفع ولا فخر» (٢) ، وفي حديث آخر : «أنا سيد المرسلين إذا بعثوا» (٣).
المصطفى :
وهو الذي اصطفاه الله تعالى ، فاستخلصه ، واختاره من بين عباده من الأولين والآخرين ، وقد جاء في حديث واثلة بن الأسقع ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنَّ الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم ، واتخذه خليلاً ، واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، ثمَّ اصطفى من ولد إسماعيل نزار ، ثمَّ اصطفى من ولد نزار مضر ، ثمَّ اصطفى من ولد مضر كنانة ، ثمَّ اصطفى من كنانة قريشاً ، ثمَّ اصطفى من قريش
__________________
(١) الدر المنثور ٤ / ١٥٣ ، كشف الخفاء ٢ / ٣٤٢ ، مجمع الزوائد ١ / ٥٧٨.
(٢) الأوائل لأبي عاصم : ٨٤.
(٣) كنز العمال ١١ / ٤٣٥.