بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا)(١).
والإمام علي عليهالسلام سيد المؤمنين ، وأكثر الأمة إخلاصاً ، وعبادة ، وتحرجاً من المعاصي ، وهو الإمام المعصوم ، فلا شك أنَّه استشهد لينتقل إلى جوار ربه الذي اختاره له ، ودعاه إليه في الجنان مع النبيين ، والصديقين ، والشهداء.
الحجج البالغة :
تشير هذه الفقرة إلى نوعين من الحجج :
الأول : الحجة على من قتل الإمام علياً عليهالسلام ، وهم الخوارج ، وهؤلاء ادعوا كفره ، ورأوا هدر دمه لأنَّه ـ حسب دعواهم ـ ارتد بعد الإيمان بقبوله التحكيم في صفين ، وامتنع عن التوبة ، وقد احتج الإمام علي عليهالسلام عليهم في مواطن عديدة ، وبيَّن لهم صحة موقفه ، ومطابقته لما جاءت به الشريعة الإسلامية المقدسة ، مستدلاً على ذلك بالكتاب والسنة ، فكشف بذلك بطلان رأيهم ، وبعده عن الصواب ، ومخالفته لأحكام الدين ، ولم يأل جهداً من النصح والإرشاد ، وبذلك كانت له الحجة عليهم ، وقد عاد بعضهم إلى الصواب بما انتفع من نصحه ، وبقي آخرون على غيِّهم يعيثون في الأرض فساداً.
الثاني : الحجج البالغة على جميع الخلق ، بما فيهم الخوارج ، وهي الأدلة والبراهين الواضحة ، والتي تثبت فضله ، وتفضيله على من سواه من الأمة ، فهو حجة الله البالغة على العباد ، وقد ألمحنا إلى ذلك في مختلف مواضيع هذا الكتاب ، ولا أظن أنَّ أحداً يستطيع الإحاطة بهذه الحجج.
__________________
(١) آل عمران ٣ : ١٤٥.