الإيمان أعظم الفضائل عن الله تعالى
«وقال تعالى : * (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّـهِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)(١) *».
لا شك أنَّ خدمة البيت الحرام بالعمارة والحجابة ، وخدمة الحاج بالسقاية من الفضائل التي أقرها الدين الإسلامي الحنيف ، وقد كان العرب قبل الإسلام يعدونها من أعظم مفاخرهم ، فكان لمن يتولى السقاية ، أو الحجابة شرف عظيم عندهم.
والإيمان هو مقياس الفضل عند الله عزوجل ، فكل عمل خال من الإيمان لا ينتفع به عامله إلّا بمقدار ما يحقق له مصالح وقتية زائلة تكسبه سمعة ومفاخر ، أمّا إذا اقترنت أعمال الخير بالإيمان اكتسبت الفضيلة التي تترتب عليها صفة الدوام والشمول ، لاقترانها بما يرضي الله تعالى ، والمؤمن الملتزم بالأحكام يكون مصدراً للخير ، وجامعاً للفضائل ، لأنَّه يتوخى رضى الله تعالى في كل ما يصدر عنه من عمل.
أمّا غير المؤمن فقد تصدر منه فضيلة ، ثم يفسدها بجريرة تأتي على كل الفضائل ، فتضيع آثارها ، لأنَّ غير المؤمن يفتقر إلى التقوى التي يتحلى بها المؤمن ، فتمنعه من الموبقات.
__________________
(١) التوبة ٩ : ١٩ ـ ٢٢.