علي عليهالسلام ، فجمع له الراية واللواء ، وقد تحدثنا عن مواقف الإمام علي عليهالسلام في ميادين الجهاد ، وبلائه الحسن في الذب عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لم يتردد ، ولم يتلكّأ عند مبارزة الأقران ، بل كانت مواقفه حاسمة لا تمهل الأعداء ، ولا تمنحهم فرصة للتحرك ، يرمي نفسه في لهوات الحرب ، غير مبال بما يصيبه من ألم وأذى من أجل أن يحرز النصر للإسلام.
وسيرة الإمام علي عليهالسلام تدل على أنَّه كان حازماً ، لا يثنيه عن حزمه شيء ، ما دام ملتزماً بتقوى الله تعالى ، وطاعته ، لا يعرف الكسل ، أو الملل ، بل يمضي بما عهد به إليه ، وبما يلزمه به الشرع المقدس ، ويقترن هذا الحزم ببصيرة نافذة في الأمور التي يلتزم تنفيذها ، يتصرف بفكر ثاقب ، ورأي صائب ، يحيط بما يريد عمله ، ويتمتع بأعلى درجات حسن التقدير ، والنظر إلى العواقب والنتائج ، يتضح ذلك لمن تتبع سيرته التي تميزت بكفائته.
الأمير في كل المواطن :
والنبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم هو أعرف الناس بصنوه المرتضى عليهالسلام ، كان يختاره لكل مهمة عسيرة ، وكل أمر جسيم ، فيعهد به إليه ، لما يعرف من كفاءته ، وحسن تصرفه ، وما يتحلى به من صبر ، وتعقل ، وروية ، وحزم ، وإمضاء عزم ، في حل المعضلات.
ومن تتبع كتب التأريخ والسيرة يتضح بجلاء أنَّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقدِّمه للإمارة دائماً ، وتحت إمرته شيوخ المهاجرين : كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ... وغيرهم ، ولم يثبت بالنقل الصحيح أنَّه اُرسل في سرية أو بعثٍ ، وكان فيها مأموراً ، والأمير غيره من الصحابة.