أمير المؤمنين عليهالسلام
«السلام عليك يا أمير المؤمنين» :
اقترن لقب (أمير المؤمنين) تأريخيا بمن يتولى السلطة الزمنية منذ عهد عمر ابن الخطاب ، وهو أول من لقب به ، فقد روى ابن عبد البر ، قال : «وأمّا القصة التي ذكرت في تسمية عمر نفسه أمير المؤمنين ، فذكر الزبير ، قال : قال عمر لمّا ولي : كان أبو بكر يقال له : خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكيف يقال لي : خليفة خليفة رسول الله؟!. قال : فقال له المغيرة بن شعبة : أنت أميرُنا ، ونحن المؤمنون ، فأنت أمير المؤمنين» (١) ، فاستهلَّ به كتبه ، ورسائله ، وكتب به إلى ولاته على الأمصار ، وقد لُقب بهذا اللقب الخلفاء الراشدون ما عدى أبي بكر حيث لقب بخليفة رسول الله ، ولقب به جميع من تولى السلطة من بني أمية ، وبني العباس ، فكان يعني السلطة الزمنية ، وهو لقب للخليفة ما دام في منصبه.
ولكن الأمر يختلف بالنسبة للوصي المرتضى الإمام علي عليهالسلام فهو بالنسبة إليه لا يقتصر على السلطة الزمنية ؛ لأنَّه الخليفة الذي نص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على خلافته بعده بلا فصل ، ولقبه بهذا اللقب ، كما جاء في الأحاديث الشريفة ، وإليك بعضاً منها :
قال أنس بن مالك : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا أنس ، أول من يدخل من هذه الباب : أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وسيد المؤمنين علي» (٢) ، وفي لفظ
__________________
(١) الإستيعاب ٣ / ١١٥٠ ، وبنفس المعنى : تاريخ ابن خلدون ١ / ٢٢٧ ، تاريخ الاُمم والملوك ٣ / ٢٧٧ ، تاريخ الخلفاء ١٣٨.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٠٣.