التبليغ بالولاية
«وأول من آمن بالله ، وصدَّق بما أُنزل على نبيه ، وأشهد أنَّه قد بلّغ عن الله ما أنزله فيك ، فصدع بأمره ، وأوجب على أمته فرض طاعتك ، وولايتك ، وعقد البيعة عليهم لك بذلك ، وجعلك أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، كما جعله الله كذلك ، ثمَّ أشهد الله عليهم ، فقال : ألست قد بلغت؟ فقالوا : بلى ، فقال : اللهم اشهد ، وكفى بك شهيداً وحاكماً بين العباد ، فلعن الله جاحد ولايتك بعد الإقرار ، وناكث عهدك بعد الميثاق» :
اللغة : صَدَعْتَ الشيء : أظهرتَه ، وبيَّنته ، يقال : صدعت بالحق : إذا تكلمت به جهاراً ، وقوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ)، فاصدع بالأمر : أي أظهر دينك (١).
جحد : الجحود : الإنكار مع العلم (٢). نكث : النكث : النقض ، نكث العهد والحبل ، فانتكثت : أي نقضه ، فانتقض (٣).
نزل في الإمام علي عليهالسلام عدد كبير من آيات الذكر الحكيم تنوه بفضله ، وتشيد بمواقفه الجهادية ، وقد روى المحدثون عن ابن عباس أنها تبلغ ثلاثمائة آية (٤) ، وقد تضمنت كتب التفسير ، وكتب الحديث ، وكتب الفضائل تفسير عدد منها مروياً
__________________
(١) الصحاح.
(٢) الصحاح ، مجمع البحرين.
(٣) الصحاح.
(٤) إسعاف الراغبين ١٦١ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٦٤ ، الصواعق المحرقة ١٢٧ ، كفاية الطالب ٢٣١ ، نور الأبصار ٨١.