بأسانيد معتبرة عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمقصود هنا ـ كما يفهم من اسياق ـ الآية الكريمة : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)(١).
وهذه الفقرة من الزيارة تشير إلى أمر مهم جداً يتعلق بما حدث يوم غدير خم ، اهتم به الذكر الحكيم ، وتابعه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على اهتمامه ، وهو مهمة التبليغ التي تضمنتها الآية الكريمة.
ومن البديهي أنَّ اهتمام العقلاء بأمرٍ ما إهتماماً كبيراً يلفت النظر إلى أهميته ، وتجسد الآية اهتمام القرآن الكريم بالتبليغ ، حيث تضمنت إنذاراً من الله تعالى بأن التبليغ بالرسالة يتوقف على تبليغ الولاية ، وترتب على ذلك اهتمام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فصدع بما أمره الله تعالى به ، ممتثلاً ما أمره بالحرص على تبليغ أكبر عدد ممكن من أمته ، فلم يكتف بمن كان حاضراً في ذلك الجمع ، بل أمر السابق بالرجوع ، والمتأخر بالإلتحاق ، ليحرز حضورهم جميعاً ، ليسمعهم تبليغ ما أمر الله عزوجل ، به من أمر الولاية ، في ظل تلك الظروف القاسية ، فرفع الإمام علياً عليهالسلام أمام ذلك الملأ معلناً ولايته ، ولم يكتف بذلك ، بل أمرهم بأن يبلغ الشاهد الغائب ، ليعلم بها كل من أقر بالإسلام ، ولتتناقل الأجيال هذا التشريع ، فيكون حجة على الأمة مدى الدهر ، لتعلم أن الولاية التي تمَّ التبليغ بها متممة للنبوة ، ومتفرعة عنها ، وأنَّ الذي نصِّب بهذا التبليغ له من الولاية ، ومن الطاعة ما للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبعد تبليغ الأمة بالولاية ـ بلا فصل ـ عقد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم البيعة للإمام علي عليهالسلام بالولاية ، وأخذ هذا العقد صورتين :
__________________
(١) المائدة ٥ : ٦٧.