ديناً.
كما أكد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجوب الطاعة لعلي عليهالسلام ، وفرض على الأمة الرجوع إليه فيما اختلفوا فيه من بعده ، وأعلمهم بأنَّه مستودع علمه ، وموضع سرِّه ، وأنَّه أعلمهم بالسنة ، وبالقضاء ، وأنَّه باب مدينة علمه ، وعيبة علمه ، ووارث علمه ، إلى غير ذلك ممّا نوه به من فضله (١).
فمن أراد أن يصل إلى ما جاء به الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الله عزوجل ، فلابد أن يكون الإمام علي عليهالسلام طريقه إلى ذلك ، فهو المرجع والسبيل السليم الذي يجب أن يؤخذ عنه ما استودع من التفسير الصحيح لما انطوى عليه الكتاب العزيز من أسرار ، وما حوته السنة النبوية الشريفة ، ومن أخذ عنه فإنَّه يحصل على ما جاء به المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم بدون شائبة ، ولا أدنى شك.
ومن كان حاملاً لعلم الرسالة ، ومتعهداً بنشر العلم ، والدعوة إلى الله عزوجل ، ومن أرشد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الأمة إلى اتباعه ، وألزمها بولايته ، فإنَّه يهدي إلى الله ورسوله ، ومن أعرض عنه ، ولم يهتد به ، أو اتبع غيره ، فإنَّه لم يهتد إليهما ، لأنَّه لم يسلك الطريق الذي أرشدا إليه.
ولاية علي وأهل البيت عليهمالسلام :
روى الحاكم الحسكاني بإسناده إلى أبي جعفر الباقر عليهالسلام عن أبيه ، عن جده ، قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات يوم ، فقال : «إنّ الله تعالى يقول : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ)* ثمَّ قال لعلي بن أبي طالب : إلى
__________________
(١) كل جملة من هذه الفقرة تشير إلى حديث نبوي شريف ممّا تواتر أو نص الجمهور على صحته واستفاضته ، وقد تقدم نقلها مع ذكر بعض مصادرها في هذا الشرح.