للتضحية من أجل نشر عقيدة التوحيد ، لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو يرى أنَّ كل ما يحل به من آلام في هذا السبيل هو بعين الله تعالى ، ونصرة لدينه ، فلا يبالي بنائبة ، ولا يصيبه وهن عند الشدائد والمحن ، ولا يرهبه شيء لأنَّه يبتغي رضا الله تعالى ، ولذا فهو لا ينكص ، ولا يتردد في الحرب ، بل نراه يبارز ذوي البأس ، ومن عرفوا بالشجاعة ، والحنكة بفنون الحرب ، ومن يتحاماه الأبطال ، وتخور أمامه العزائم ، لأنَّه ينشد إحدى الحسنيين : فإمّا النصر والغلبة على العدو ، أو نيل الشهادة ، والفوز بها.
كذب وافتراء :
ما عرفناه من سيرة الإمام علي عليهالسلام هو التفاني في الله تعالى ، واتباع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والكفاح في نصرة الدين ، والإخلاص في العبادة ، إلى غير ذلك من مآثره ، وفضائله التي نقلها المؤرخون ، وكتاب السير ، وأيدوها بما أثبته المفسرون من تفسير آيات الذكر الحكيم ، وما رواه المحدثون من متواتر الحديث وصحيحه.
وكل ما ينسب للوصي المرتضى عليهالسلام خلافاً لذلك ، فهو كذب وافتراء عليه ، ومقترفه آفك آثم لأنَّه يخالف ما صح عند علماء المسلمين ، وأجمعوا عليه ، ولابد من الإشارة هنا إلى أنَّ الخوارج اتهموه بالكفر ، لأنَّه وافق على التحكيم ـ كما مر ـ وأنَّ معاوية عندما استولى على الخلافة اشترى ضمائر عدد من ضعفاء النفوس ممن رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فسمي صحابياً ، ومن التابعين ، فبذل لهم أموالاً طائلة من بيت مال المسلمين ، لينتقصوه بتفسير بعض الآيات التي تذم الفاسقين والمنافقين فيه ، ووضع أحاديث في ذمه ، وكان ممن استجاب له في ذلك : أبو هريرة ، وسمرة بن جندب ، ونظراؤهما ، قال ابن أبي الحديد : (إنَّ معاوية وضع قوماً