إنَّ الإستهتار بأمور الدين بالدرجة التي بلغها معاوية تدل على كفره ، وتؤكد أنَّه جاحد للرسول صلى الله عليه وآله وسل ورسالته ؛ لأنَّه جدَّ واجتهد ، وبذل ما في وسعه لمخالفة ما جاء به ، والعمل على إشاعة البدعة ، وإماتة السنة ، وهو يدعي مع ذلك خلافة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتمثيله ، والقيام مقامه في الأمة ، وليس أدل على دعوة الباطل عند معاوية من إعلانه العصيان على الخليفة الشرعي الذي تمت له البيعة ، وتحريضه أهل الشام على قتاله بدعوى التحريض على قتل عثمان وإيواء قاتليه ، وتظاهره بالطلب بدمه بعد أن خذله في حياته.
خدعة معاوية :
اتخذ معاوية دعوى الثأر وسيلة للعصيان ، والتمهيد للتوصل إلى الخلافة ، فجمع حوله أهل المطامع ، وموَّه على المغفلين ، فدعا أهل الشام لبيعته مع قيام البيعة للخليفة الشرعي الذي نص عليه الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبايعه المسلمون ، ويعتقد جميع المسلمين بصحة خلافته ، فالشيعة يعتقدون أنَّه الخليفة المعين بالنص بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بلا فصل ، والسنة يعتقدون أنَّ الخلافة انعقدت له بالبيعة الصحيحة بعد مقتل عثمان ، ويتفق المسلمون على عدم جواز وجود خليفتين في وقت واحد ، ويرون أنَّ من تمت له البيعة أولاً هو الخليفة الشرعي ، وعلى هذا فمعاوية لا تصح له ولاية على الشام لأنَّ الخليفة الشرعي لم يقره عليها ، بل أمره بالتنحي ، فتمرَّد ، ولم تصح له خلافة لوجود خليفة شرعي تمت له البيعة ، فهو غاصب في تأمره على الشام ، وكان جائراً في حكمه ، لتمرده على الخليفة الشرعي ، ولما مر من مخالفاته الصريحة للكتاب والسنة.
ويرى الشيعة أنَّ معاوية ومن جاء بعده من الخلفاء الأمويين والعباسيين