كما أخبر بأنَّ نتيجة تلك المعركة أن لا يبقى من الخوارج عشرة ، ولا يستشهد من أصحابه عشرة ، فكان كما أخبر (١).
ومن أمثلة ما أخبر به ، وتحقق بعد وفاته عليهالسلام إخباره بتسلط معاوية ، ودعوته الناس لسب الإمام علي عليهالسلام ، والبراءة منه ، وإخباره بخلافة مروان ، وقصر مدَّتها ، وإخباره بتسلط الحجاج على العراق ، وفتكه بالناس ، وإخباره ـ عندما مرَّ بكربلاء في طريقه إلى صفين ـ بمقتل ولده الحسين عليهالسلام ، ومصارع ذريته ، وأصحابه عليهمالسلام ، وإخباره بعض أصحابه بما يصنع بهم ولاة الجور من بعده.
وقد أدى ما حُمِّل من أسرار الرسالة إلى سبطي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليحمِّلهما أمانة ما لم يستطع تبليغه في حياته ، بعد أن كان هو المبلغ الذي يرجع إليه الصحابة ، كلما ابتلوا بمسألة جهلوا حكمها ، ليرشدهم إلى حكم الله تعالى فيها ، ومن أشهر أمثلة ذلك أحكام قتال البغاة ، وهم أهل الفتنة من : الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين والتي كان يجهلها الناس ، لأنَّهم شهدوا مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قتال المشركين ، وقتال أهل الكتاب ، أمّا أحكام قتال البغاة ، فلم تكن معروفة إلى أن أبانها الإمام علي عليهالسلام.
انتظار ما وعده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
كان الإمام علي عليهالسلام يرغب في نيل الشهادة في سبيل الله تعالى وتتوق نفسه إليها ، فينتظرها بشوق ولهفة ، وقد أنبأ الذكر الحكيم عمّا في نفسه في قوله تعالى : (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)(٢) فقد نص المفسرون أنَّ المقصود بمن قضى نحبه عمه
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٧٣.
(٢) الأحزاب ٣٣ : ٢٣ ، سيفرد للآية موضوع مستقل في محل ورودها في الزيارة.