سادات الخلق
«أشهد شهادة حق ، وأقسم بالله قسم صدق أنَّ محمداً وآله صلوات الله عليهم سادات الخلق» :
اللغة : سادات أصلها من : ساد ، يسود ، سيادة ، والاسم : السؤدد : وهو المجد ، والشرف ، فهو : سيد ، والأنثى : سيدة ، والجمع : سادة ، وسادات (١).
الشرف والمجد في الإسلام لا يتكسب بالنسب فحسب ، بل لابد معه من التقوى ، قال تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ)(٢) ، فالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكتسب شرفه ، ومجده ، وسيادته على البشر ـ بما فيهم الأنبياء ـ بالنسب ، فمع كونه من سلالة إبراهيم الخليل عليهالسلام ، ومع انحداره من أشرف بيت في قريش ، بل وفي العرب ، واختصاصه بطهارة المولد ، وانتقاله من الأصلاب الشامخة إلى الأرحام المطهرة ، فإنَّ ذل كله لم يكن السبب في مجده وشرفه ، وقد نزل الذكر الحكيم يذم عمَّه أبا لهب في سورة يتلوها المؤمنون ليل نهار.
لقد اكتسب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مجده وشرفه من طاعته لله تعالى ، حيث تحمل أعباء الرسالة ، واتخذها نهجاً لحياته ، فعمل جاهداً على تطبيقها ، فأخلص العبادة لله تعالى ، وتحرّى رضاه ، وتحمل ما تحمل من جهد وعناء لا نظير لهما من أجل إعلاء كلمة الله عزوجل في الأرض ، ونشر دينه ، وتبليغ رسالته ، فنال بذلك الدرجات
__________________
(١) مجمع البحرين.
(٢) الحجرات ٤٩ : ١٣.